106

Tekun Hawaye

بحر الدموع

Bincike

جمال محمود مصطفى

Mai Buga Littafi

دار الفجر للتراث

Lambar Fassara

الطبعة الأولى ١٤٢٥هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٤م

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
الفصل الخامس والعشرون يا أخي، أفنيت عمرك في اللعب، وغيرك فاز بالمقصود وأنت منه بعيد، غيرك على الجادة، وأنت من الشهوات في أوجال وتنكيد، ترى متى يقال: فلان استقال ورجع. يا له من وقت سعيد، متى تخرج من الهوى وترجع إلى مولاك العزيز الحميد، يا مسكين، لو عاينت قلق التائبين، وتململ الخائفين من هول الوعيد، جعلوا قرّة أعينهم في الصلاة، والزكاة، والتزهيد، وأهل الحرمان ضيعوا الشباب في الغفلة، والشيب في الحرص والأمل المديد، لا بالشباب انتفعت، ولا عند المشيب ارتجعت، يا ضيعة الشباب والمشيب: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ﴾ سبأ ٥١. وأنشدوا: عملت على القبائح في شبابي ... فلما شبت عدت إلى الرياء فلا حين الشباب حفظت ديني ... ولا حين المشيب طببت دائي فشاب عنده مصغر غويّ ... وشيخ عند مكبره مرائي قضاء سابق في علم غيب ... فيا لله من سوء القضاء يروى في بعض الأخبار إن عمر بن الخطاب ﵁ لقي حذيفة بن اليمان وهو يومئذ أمير المؤمنين، فقال لحذيفة: كيف أصبحت يا حذيفة؟ قال: أصبحت يا أمير المؤمنين أحب الفتنة، وأكره الحق، وأقول بما لم يخلق، وأشهد بما لم أر، وأصلي بلا وضوء، ولي في الأرض ما ليس لله في السماء. فغضب عمر لذلك غضبا شديدا، وهمّ إن يبطش به، ثم تذكر صحبته من

1 / 109