وفي هذه المدة لما بلغ مرض الإمام إلى اليمن الأسفل، وما زادوه في الزيادة من الخبر رفعت الحجرية رؤوسها، وقتلوا عبدا من عبيد محمد بن أحمد بن الحسن، وربطوا بعض غلمان الخيل في الليل وهم نيام إلى أيديها، ولولا سكون محمد بن أحمد في رأس جبلهم لكان طردوا عمالهم عنهم، وخافت الطريق فيما بين عدن ولحج من التعويق، فلم يمرها أحد إلا في الجمع الكبير الوثيق.
ووصف واصف أن الجور أيضا من أصحاب علي بن الإمام في اليمن الأسفل كإب وجبلة حاصل بسبب إرخاء العنان لأصحابه، يفعل كل منهم ما أراد في جهاته، ويحبسون من شاءوا ويعملون ما أرادوا.
وفي هذا الشهر غضب أحمد بن الحسن على جارية مملوكة له، فضربها بالدبوس كان فيه هلاكها، وأخرى ضربها فزال عقلها وجنت وصارت في الشوارع وإذا ذكروا لها العيال أحمد بن الحسن شتمته، فلا أحد يعتب عليها لجنونها.
واتفق مع حسين بن حسن لما خرج من رداع سائرا للإمام فبات بالعقبة أضافه أهلها من بعض بيوتهم بها، فلما كثروا في مجلسهم سقط السقف بينهم، فهلك منهم ثلاثة أنفار، والآخرون حثوا في الفرار، ووقع في بعضهم أصواب من حجارات الخراب.
Shafi 386