وفي هذه الأيام بهذا الشهر المذكور وصل إلى حضرة أحمد بن الحسن جماعة من مشائخ خولان الشام يشكون إليه من جور حصل معهم من ولاة بلادهم أول هذا العام، مع جور أيضا من حسن بن الإمام، واستعانوا به في تعريف الإمام، وكذلك سادة بني المؤيد[58/ب] يشكون الإنقطاع للمقررات التي لهم.
وفي آخر هذا الشهر وصلت الأخبار إلى تجار صنعاء من بندر عدن والمخا يذكرون أنه وصل حول اثني عشر برشة من أصحاب العماني إلى قريب سواحل البندرين، ثم رجعوا إلى باب المندب ظاهر حالهم الضرر وقطع الوافدين من المتسببين في البحر، وأن منهم جماعة نحو المائتين كان قد دخلوا المخا قبل وصول هؤلاء، وأظهروا أن معهم بضاعة من التمر وغيره مما ظهر وخفى، ثم تعقبهم في البحر هؤلاء، وظهر من حالهم أن قصدهم البانيان والكفار.
وفي هذه الأيام بعض هذا العام وبعض العام الذي بعده ظهر أنين صفته آه آه، يمد فيه من مقابر باب اليمن يسمع إلى داخل داير صنعاء، سمعته كذلك قريب سبعة أشهر أو ثمانية أشهر، والظاهر أنه من عذاب القبور لبعض الموتى ممن شاء الله إظهاره، فنعوذ بالله من غضب الله، ونعوذ بالله من عذاب القبر، ونعوذ بالله من عذاب جهنم، ونسأل الله تعالى أن يرحمنا.
Shafi 372