وفي العشر الآخرة من شهر القعدة الحرام وصل كتاب إلى حضرة الإمام، وغيره من الأعيان، بأن العماني سلطان بن سيف اليعربي جهز من بلاده في البحر حول عشر برشة، وأن مراده القطع على البانيان في البحر، حال خروجهم إلى اليمن من الهند، إذ هم أول من يخرج من هنالك، وذكر للإمام: أن لا يكون قصده إلى التمحيق في سواحل اليمن بعد صحة تجهيزه في البحر، فأمر بالتحفظ في بندر المخا، ثم أنه بعد ذلك وصل كتاب من العماني كما روى أن قصده لا إلى سواحل اليمن، وكان وصول الكتاب في خلال ما حصل منهم من يقول إلى سواحل الهند، والله أعلم ما انتهى إليه قصده.
وفي هذه الأيام حصل في جهات آل عمار غزوهم من دهمة، فقتلوا منهم في قتل متقدم من آل عمار جرى في دهمة، وحصل في بلاد العولقي في المشرق ما حصل من قبل السبار في بلادهم، والاستقلال بأمرهم وخلافهم[57/ب].
وفي هذا الشهر أظهر الإمام الإجازة لولده أحمد للبلاد التي كانت لشرف الإسلام الحسين بن المؤيد بالله، وهي: بلاد عفار وبلاد عاهم وضاعن، فتصرف فيها، وأمر القباض إليها، ولم يبق للولاة الأولين ما كان من إطلاق اليد والنظر عليها، وكان ولد شرف الإسلام الحسين بن يحيى بن الحسين بن المؤيد وصنوه القاسم بن المؤيد طامعين وراجين إلى توليتها، وتبقيت أحدهم فيها، وحصل التغير على أهل المقررات من الفقهاء وسادة كحلان وغيرهم من الفقراء، ومن يعتاد العطاء منها كسائر الناس، فإن ذلك قد حصل وعم الخاص والعام من جميع الأجناس، فالملح ما ترك الإلحاح والمطالبة، ولم يحصل له إلا التافه اليسيرة مع المشقة، والصابر صبر وترك المشاحجة. ولقد استحد بعض السادة من بني عشيش فقال للإمام: هذا الجمع لا مصلحة فيه، فلعله كجمع المؤيد بالله، وصار أكثره لحسين ولده.
Shafi 370