أرشف الريق وأهوى
كل مجدول الذؤابة
وله قصيدة نظم فيها مقامات الصوفية مستهلها قوله:
للقوم ألفاظ بها
سر الهوى داع لنا
وكان يخفى عنهم
فصار من ذا علنا
منها لأرباب العلا
جمع وفرق وفنا
وهي طويلة والله أعلم.
وفي هذا الشهر اتفق مغزى جماعة من العسكر قدر سبعين نفرا الذين جعلهم أحمد بن الحسن رتبة في معين إلى بلاد بني نوف من مساقط جبل برط وسهوله مما يلي الجوف والمشرق، فانتهبوا من مواشيهم[47/ب] عوضا عما فعلوه من قبل من نهبهم، ثم إن بني نوف صاحوا وتغاوروا بأجمعهم ولحقوهم، فاقتتلوا، فراح من العسكر حول عشرين نفرا ومن بني نوف أربعة فقط، واسترجعوا مواشيهم لأجل كثرتهم وقلة العسكر. وهذه البلاد لاخير فيها ولا مهبط ومستقر لمن يقصدها من الدولة، لعدم ما يقوم بها؛ ولأنهم بدوان، لا قرار لهم ولا أطيان، بل رعاة للإبل والمواشي، وأكل اللحوم في تلك القفار والفيافي، فلذلك تركها الدول الماضون، وعرضوا عنها أجمعون. وكان استقرار تلك الرتب في معين ونحوه من أطراف العرار من الجوف كفاية لحفظه؛ لأنه يحتمل العسكر ويقوم بهم، وكان الزمان الماضي مقطعا للأمراء من أشراف الجوف، فلم يحصل فيه من هذا الانتهاب مع الرعايا من أهله والخوف، حتى لم يبق فيه رئيس هذا الزمان، ورفعت مطالبه[48/أ] إلى المحران، فحصل هذا الخلل وأهمل عن العسكر.
Shafi 359