239

وسبب ذلك أنهم أرادوا نكاح من سادة فاطميين من أهل كوكبان، فمنعوا وقالوا: لا بد من معرفة النسب، لأجل الكفاءة، فأتوا بتدريج إلى أحمد بن سليمان أو إلى أحمد بن الحسين ، فلم يوجد في الأنساب ذكر تلك الأسماء جميعا حتى ولد ذلك الإمام.

كان له معرفة بعلوم العربية من نحو ومعاني وبيان ومنطق وأصول فقه، وكان الرجل فيه التسليم مع مداخلة لبعض الدولة، وكان يدرس في فنه مع حسن العقيدة في الصحابة والأصول، يعتمد على كتب السنة وكتب المعتزلة، جمع بينها وعرفها، وله في التصوف أيضا معرفة وحسن ظن بهم وبالمسلمين[191/ب]، وكان آخر مدته سريع الدمعة رحمه الله تعالى.

ورفعت هذه الأيام الضرايب التي كانت لعلي بن المتوكل باليمن الأسفل، وضريبة صنوه حسن بحبور، وضريبة محمد بن أحمد بعمران، وضريبة كوكبان، واستقرت ضريبة محمد بن المتوكل بصنعاء، وضريبة الغراس بذمرمر.

وكان علي بن المتوكل أراد النفوذ من ذمار إلى صنعاء، فكتب إليه صنوه محمد أنه يتأخر هذه المدة، فعند ذلك سار إلى ضوران؛ لأن له فيه حلة ، واليمن الأسفل قد بلغ في الغاية من الركة، ولم يلبث أن عاد إلى ذمار.

وفي شوال وقع [في] قروى من بلاد سنحان قتال فيما بينهم، فراح منهم جماعة ومصاويب، الغالب قيل: أربعة.

وجهز أحمد بن الحسن المهدي مع الحجاج طريق تهامة السيد صلاح بن عز الدين كاتبه، وأمر معه من الصر ما كان قد فعله المتوكل.

وفي شهر القعدة سرج مسجدة النهرين الذي جنب سايلة وادي صنعاء كما سرج الأيام السابقة.

وفي عاشر شهر القعدة اقترن المشتري والزهرة في برج الدلو، وكان المشتري المرتفع.

[192/أ] وفي هذا الشهر خرج المهدي من عيان إلى خيوان راجعا إلى وطنه الغراس فما زال يترجل قليلا قليلا إلى أن وصل الروضة أول يوم بشهر الحجة.

Shafi 542