وكتب محمد بن المتوكل إليه بمثل هذا الرأي، وأن الناس كافة غير منخرطين، مع ضعف اليمن أيضا في هذه السنين، وتعقب ذلك أن تفالت أصحابه من حضرته، وانسلوا من حوزته، فلم يبق عنده برحبان غير خاصته، ونفسه غير مائلة إلى غير -مشورته حتى أنه بلغه في خلال ذل تحرك الشريف بركات، أو طلوعه إلى جهات بلاد نجد وأمور من جهات السلطان متوهات، انقلب المذكور راجعا إلى عيان، أطراف بلاد سفيان في شعبان، واستقر به رمضان، وفترت تلك النيات واضمحلت تلك الإرادات، واجتمع عنده في العيد قبائل سفيان في العصيمات، ووصل إليه صاحب صعدة.
ومحمد بن أحمد[187/ب] سار من عمران إلى خمر، وكان عنده في عيان بجميع من تعلق به ومن حضر، وأردفه أحمد بن المؤيد عيد بعيان معه.
وفي هذه المدة حصل اختلاف النظر في بلاد يريم التي ولاها أحمد بن الحسن، يحيى بن حسين بن المؤيد بالله، فإن علي بن المتوكل وحسين بن حسن وحسين بن المتوكل جرت أيديهم فيها، وكل واحد منهم شارك فيها. وتغير خاطر يحيى بن حسين بن المؤيد، ولم يصل إليه من مطالبها إلا بعضها، واختلف النظر أيضا في بلاد عفار بين أحمد بن المتوكل صاحب السودة وبين محمد بن أحمد، وكذلك بين قاسم صاحب شهارة وبين صاحب السودة، حتى أنه خرب بسبب ذلك بيت في الهجر من الأهنوم لما حصل اختلاف بين عسكر أحمد بن المتوكل وبين عسكر قاسم صاحب شهارة.
وكان قد أرسل أحمد بن الحسن من رحبان ابن أخيه عبد الله بن أحمد بن القاسم إلى حجة، فسار إليها فرحا مسرورا طامعا في ولايتها، مؤملا لها، واستقر[188/أ] بمبين عند واليها السيد علي بن حسين بن جحاف، والله أعلم.
ومحمد بن أحمد صنوه كان عزمه من عمران لما بلغه وصول صنوه إلى حجة، كما سبق ذكره.
Shafi 535