واتفق تاريخ زوال دولة القاسم هو هذا اللفظ الجاري[182/ب]: زالت دولة قسمي . فلله الأمر من قبل ومن بعد، يؤتي ملكه من يشاء، وينزعه عمن يشاء وعند ذلك ارتفعت رتب حجة وعفار والشرف وتفرقوا، وفرغت البلاد، وواجهت ، والله أعلم.
وحصل مع الذين مالوا إلى القاسم من البؤس والكدر والحزن غاياته، ومن الضيق والإنكسار نهاياته، مع ما كانوا عليه من اعتقاد نصرهم ونصره وتزكية أنفسهم وتزكيته ما لا يوصف، ومن المبالغات التي لا تعرف، ولقد وصف لي من مبالغتهم بعجائب يحيلها العقل، منها: وصف لي بعض الفقهاء أنه حاكاه جماعة من القبائل المائلين إلى القاسم بأنه أكل أربعمائة نفر من مقلا واحد بين يدي القاسم. ومنها: أن تيسا نذر به إليه فغلط صاحبه بذبحه أو رجع في نذره، فهرب التيس وقد حزت رقبته إلى بين يدي القاسم من سوق الثلوث والدم يسيل فيه من أثر ذبح الجزار له فباعه من جزار، وقال: إنه يسلم لقاسم ثمنه لمشقة إطلاعه إلى شهارة؛ لأنه ما زال يهرب عليه.
ومنها أن الجراد فيها مكتوب قاسم بن محمد في رقبتها، فأما الجراد فشاهدنا فيها رقهما الذي لا يزال في كل جرادة برقبتها أشبه شيء بالألفين مختلفين هكذا(×)، وهو في جميع الجراد، إلا أنه يظهر[183/أ] بينا في الجراد الصفر.
Shafi 527