183

وعند هذا انتبه أحمد بن الحسن عرف أن الدهر يتقلص، وأن الأوقات قد تنغص، وأيس عن رجوع أحد من هؤلاء الدعاة المعارضين له إلى طاعته، والإصرار منهم على مخالفته ومنابذته، تعب باطن خاطره وكثر الشاغل معه، غير أنه مراعي لجانب بعض من اتباعه لما شرطوا عليه في إجابته وبيعته، وهو محمد بن الإمام وغيره، فإنه شرط أن تكون السيرة سيرة الحسبة، فلا يبدي بالغزو، وعامة الناس وخاصة أصحابه ما زالوا يحرضونه على الغزو وهو عند نفسه ليس بمحتسب، فوافق قولهم ما يهواه.

[148/ب] وفي يوم الثلاثاء سابع وعشرين شهر شعبان جهز المهدي أحمد بن الحسن الشيخ زيد بن خليل الهمداني إلى عمران، وأمر محمد بن أحمد بتجهيز من عنده من غير توان.

وجهز عبد الله بن يحيى بن محمد بن الحسن ، ومعه جماعة من الأعيان إلى جهة بلاد ذيبين، فسار الجميع إلى تلك الجهة التي إليها أمروا، فوصل عبد الله بن يحيى إلى المقضضة من بلاد الصيد وبها استقروا، ووصل ابن خليل إلى عمران، وسبب هذه الحركة وصول إبراهيم بن حسين إلى ذيبين، كما سبق ذكره، ووصول حسن بن حسين إلى العر، ومحمد بن الإمام جهز إلى حصن ثلاء ابن ناجي لحفظه عن دخوله والتقدم على أهله؛ لأنهم أظهروا الميل إلى إجابة السيد قاسم، ووجه عقبه أحمد بن الحسن أيضا ولده علي بن أحمد بجماعة من العسكر فمروا ثلاء ثم نزلوا وادي لاعة يريدون الصلبة وحجة.

Shafi 484