والثانية خروجه إلى نقيل الشيم، وتولى حربة حي الإمام المتوكل على الله رحمه الله وكان فيه قتل كثير، ولم يحصل تخلص ولا علمنا، وأيضا فإنه خرج بالأموال التي كانت مجموعة مع والده، وهي تجل وتعظم فنهبها العساكر وبذل منها في مقابل قطع الرؤوس من أصحاب الإمام شيئا واسعا، فإن كانت تلك الأموال بيوت أموال، فهل تخلص منها بالغرامة إلى إمام زمانه؟ ولا نكتفي في هذا إلا بإظهار أوجه شرعية تكون فيها عليه النفوس طيبة، وإن كانت الأموال ملكا لوالده، فهل أصلح ما بينه وبين ورثة أبيه بالغرامة أو البرا، فنحن نعرف بعض الزوجات ما ذكر لهن شيء من ذلك. ومن ذلك ما حصل مع التجار كالحطروم وقاسم سبحة[137/ب] وغيرهما فإنه أجحف بأموالهما كلها، وصارا من جملة الفقراء والناس كالمجمعين أنه استدان منهما ولم يقض شيئا. ومنها على ما وقع -والله أعلم بالحقيقة- أنه ضرب أمة من إمائه حتى ماتت عدوانا وكسر يد أخرى وضع يدها على خشبة وضربها؛ لأنها ناولت ولدا صغيرا كتابا طلبه الصنو أحمد، فسأله من ناولك الكتاب؟ قال: فلانة، فطلع من الديوان وفعل هذا الفعل، ولعله استمر على تسريها بعد ذلك.
Shafi 466