ودخلت سنة سبع وثمانين وألف
في محرمها توفي القاضي عبد الله التهامي، قاضي السودة.
وفيها وصلت رسالة من الهند من بعض الصوفية الحلولية الذين فيه إلى مكة، وفيها فلسفة، فأجاب عليها بعض علماء أهل السنة، وكفر المنشئ لها، وكتبوا إلى سلطان الهند أنه يحرق كتب المنشئ لها.
وفيها وصل العولقي إلى حضرة المتوكل شاكيا من حسين بن حسن.
[108/ب] وفي سابع محرم كان تحويل السنة عند المنجمين، دخول الشمس أول دقيقة بالحمل، وزحل كان بالثور، والمشتري بالدلو، والمريخ في أول درجة من الأسد، وعطارد مع الشمس إذ لا يفارقها، والزهرة بالثور.
وفي يوم الخميس نصف ربيع الآخر خسفت القمر ببرج الجوزاء، قدر أصبعين، وتجلت بسرعة.
وفي هذه السنة وصل جواب السؤال الذي بعث به المتوكل إلى مكة في العام الأول، وهو في بيان اللطيفة في قوله تعالى: {وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك} كيف جمع بنات العمات وبنات الخالات وأفرد بنات العم وبنات الخال؟ فأجابوا بجوابات متفقة المعنى مختلفة الألفاظ، كما رواه الحاج محمد الحلبي الكتبي المصري ثم المكي الذي أودعه المتوكل ذلك السؤال، قال الحلبي: فوصلت بجواب إلى المتوكل، وقد كان مريضا فوقف عليه، قال: وكان أحد المجيبين الشيخ العارف محمد بن سليمان المالكي المغربي، ولم يعرفني بلفظ جواباتهم، وكنت قد أجبت بجواب ذكرته في كتابي (الأطراف).
ووصل إلى المخا أول المراكب، وفيها هدية من سلطان الهند للمتوكل وصدقة لأشراف اليمن، وحصلت فتنة في البحر بين العماني والفرنجي[109/أ].
وفيها كثرت الفلوس من المناقير التي ضربها أحمد بن الحسن بالغراس، فأمر المتوكل أن تكون البقشة بثمانية مناقير، فلم يسعد أحمد بن الحسن، وقال: لا تكون إلا بأربعة؛ لأنها كبار، فاختلفت الناس في التعامل بها، فمن الناس من أخذها بثمانية ومنهم بأربعة.
Shafi 429