============================================================
عمار البدليسي صفت(1) المحدثية. وإذا صفت المحدثية خلع على القلب من الأسرار الغيبية، فحصل القلب، على بينة من الرب.
وصاحب البينة يحب أن يعرف الفرق بين الأحوال المشكلة والأشياء الغريبة التي لا يكاد يدركها(2) ظاهر علم ولا مجرد عقل، بل [بذلك] يتعلق معرفتها بمدارك الحكماء، و بنور الحكمة: ونوع اخر من بداية الحكمة أن يفرق بين نوم العوام وواقعة الصوص فالواقعة هي اليقظة الواضحة، وذلك للخصوص، بواسطة حجاب شفاف، بالعرض على القلب. ولخصوص الخصوص : رؤية المرني ايضاحا وكشفا. كما قال، عليه السلام: "اللهم أرنا الأشياء كما هي4، معناه: أرنا الأشياء بحد عنايتك وقوتك، لا بحد قوتنا وكشفنا.
وفي ذلك أيضا فرق بين معرفة الملك من الشيطان، وبين إلقاء الملك الذي قال الله تعالى عنه: يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} (القرآن الكريم 15/40)، وبين وسوسة الشيطان الذي قال عنه عز وجل: 15يوسوس في صدور الناس (القرآن الكريم 5/114)، وإلهام الرب جل وعلا، الذي قال عنه عز وجل: فألهمها فجورها وتقواها} (القرآن الكريم 8/91). وإنما يعلم الفرق بينهما بقلب، فهم من بينة الرب، ومن تحقق في 18 معرفة البينة، فلقلبه من ذلك أوفر(2) نصيب، ومع الله شأن عجيب.
ومن العجب أن الخبر عن الله بلا واسطة. وما الحاجة إلى الواسطة (1) صفت، في الأصل: صفة.
(2) يدركها، في الأصل: يدركه.
(3) أوفر، في الأصل: أفر.
Shafi 68