Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

Cabd Rahman Sacdi d. 1376 AH
150

Bahjat Qulub al-Abrar wa Qurat Uyun al-Akhiyar

بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار ط الرشد

Bincike

عبد الكريم بن رسمي ال الدريني

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٢هـ

Shekarar Bugawa

٢٠٠٢م

Nau'ikan

الحديث السبعون: وصيّة نافعة عَنْ أَبِي ذَرٍّ الغِفاري ﵁ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "يَا أَبَا ذَرٍّ، لَا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ، وَلَا وَرَع كَالْكَفِّ، وَلَا حَسَبَ كحُسْن الْخُلُقِ" رواه البيهقي في شعب الإيمان١. هذا الحديث اشتمل على ثلاث جمل، كل واحدة منها تحتها علم عظيم: أما الجملة الأولى: فهي في بيان العقل وآثاره وعلاماته، وأن العقل الممدوح في الكتاب والسنة: هو قوة ونعمة أنعم الله بها على العبد، يعقل بها أشياء النافعة، والعلوم والمعارف، ويتعقل بها ويمتنع من الأمور الضارة والقبيحة. فهو ضروري للإنسان لا يستغنى عنه في كل أحواله الدينية والدنيوية، إذ به يعرف النافع والطريق إليه. ويعرف الضار وكيفية السلامة منه. والعقل يعرف بآثاره. فبين ﷺ في هذا الحديث آثاره الطيبة، فقال: "لا عقل كالتدبير" أي: تدبير العبد لأمور دينه، ولأمور دنياه. فتدبيره لأمور دينه: أن يسعى في تعرّف الصراط المستقيم، وما كان عليه النبي الكريم، من الأخلاق والهدى والسَّمْت. ثم يسعى في سلوكه بحالة منتظمة. كما قال ﷺ: "استعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدُّلْجة، والقصدَ القصد، تبلغوا"٢. وقد تقدم شرح هذا الحديث، وبيان الطريق الذي أرشد إليه رسول الله ﷺ، وأنها طريق سهلة توصل إلى الله، وإلى دار كرامته بسهولة وراحة، وأنها لا تقوِّت على العبد من راحاته وأموره الدنيوية شيئًا، بل يتمكن العبد معها من تحصيل المصلحتين، والفوز بالسعادتين، والحياة الطيبة.

(١) ضعيف. هو في "شعب الإيمان" ٦/٢٤٦ رقم: ٨٠٣١، وأخرجه أيضًا ابن ماجه رقم: ٤٢١٨، وابن حبان ٣٦١، والقضاعي في "مسند الشهاب" رقم: ٨٣٧، والطبراني في "الكبير" رقم: ١٦٥١، وانظر: "ضعيف ابن ماجه" رقم: ٩٢٥، و"السلسلة الضعيفة" ١٩١٠. (٢) هو هذا الحديث الثامن والعشرون، وقد تخريجه ص٧٧.

1 / 160