إليها فأتاه جبريل ﵇ فقال: أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ قال:
نعم، قال: فإن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ﴾ (^١) أي مرجع. قيل معناه: لرادك إلى معاد مكة (^٢)، وقيل:
معاده الجنة (^٣). حكاه العزيزي في تفسيره.
قال ابن الجوزي في «المدهش»: فهذا دليل على [أن] (^٤) النبي، ﷺ، خرج من مكة، وهو مشتاق فيها، وكذلك كل شخص فارق وطنه، ومما يؤكد دليل حب الوطن قوله تعالى ﴿وَلَوْ أَنّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ ما فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾ (^٥) فساوى بين القتل والخروج من الأوطان.
وقد أوصى الإسكندر عند موته إذا مات أن يحمل إلى بلده حبا لوطنه (^٦).
واعتل أسفنديار (^٧) في بعض غزواته، فقيل له: ما تشتهي؟ فقال: