فأما استدلالنا النقلي فقوله تعالى: { وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور ( ألا يعلم من خلق } الملك : 13 و14 فدلت الآية أن جميع ما أسره العباد وما أظهروه خلقه والإسرار والإجهار أفعال العباد والله تعالى يقول: { ألا يعلم من خلق } أي كيف لا يعلم ذلك وهو قد خلقه وهل يخلق من لا يعلم!؟، وقوله تعالى: { ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله } الروم : 23 وكيف يكون الإبتغاء للفضل الذي هو فعل من أفعال العباد من آياته وهو لم يخلقه ولم يدبره، وقوله تعالى: { هو الذي يسيركم في البر والبحر } يونس : 22 وهو من فعلهم كما ترى فأضافه إليه، وقوله تعالى: { ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها } الحديد : 22 أي من قبل أن نخلقها، [وقوله عزوجل: { إنا كل شيء خلقناه بقدر } ،القمر : 49 ](_( ) سقطت من (ب). _) وقوله(_( ) وأصرح ما ورد في هذه القضية قوله تعالى على لسان ابراهيم - عليه السلام - مخاطبا قومه : { قال أتعبدون ما تنحتون ( والله خلقكم وما تعملون } (الصافات : 96) فإن فيها نسبة خلق الفعل لله صريحة لا تحتاج إلى بيان._) عزوجل: { خالق كل شيء } الأنعام : 102.
وأما استدلالنا العقلي فهو أنه لو كان العبد خالقا لأفعاله للزم عليه تعدد الخالقين ولكان كل من خلق شيئا فهو إله ذلك الشيء فيلزم عليه تعدد الآلهة وتعددها باطل قطعا لما ثبت من البراهين العقلية والنقلية على وجوب الوحدانية، ومن تلك البراهين أنه لو تعددت الآلهة للزم عليه فساد هذا العالم الذي بهر الخلق صنعه لقوله تعالى: { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } الأنعام : 21 ونحن نشاهد أن هذا العالم غير فاسد فصح أن الإله واحد والله تعالى أعلم.
(201)(وفاسق من قال إن الله جل قد جبر الإنسان فيما قد فعل)
(202)(وأنه لم يجعل استطاعه له لكفر شاءه أو طاعه)
(203)(لأنه لو كان هذا بطلا أمر ونهي مع وعد جعلا)
( 204)(وبطل الوعيد مع بعث الرسل وجاز تكليف الجماد كالنبل)
Shafi 282