والعجب للمسلمين يصابون بهذه اللوثة وهم يقرأون قول الله: { ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا } [النساء : 123].". ا.ه._)، فإن لم يظهر منه تأويل فهو كافر كفر شرك لا يناكح ولا يوارث وهو المراد بقوله: (أي أشر منزل)، وكان تولد هذين الحكمين إنما هما لمخالفة كتاب الله وسنة رسول الله وقد تقدم ذكرهما ومخالفة الألباب وهي العقول إذ لو كانت الشفاعة لأهل الكبائر ما جاز لأحد أن يسأل أن يكون من أهل الشفاعة لأنه أنما يسأل بذلك أن يكون من أهل الكبائر على زعمهم وكتاب الله ناطق بتكذيبهم كقوله: { ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع } غافر : 18 .
الفصل الرابع
في خلود أهل الجنة والنار
(187)(ومن عصى ولم يتب يخلد في النار دائما بهذا نشهد)
افترقت الأمة في أهل الجنة والنار على أربع فرق، فذهبت فرقة إلى أن من مات على طاعة الرحمن فهو مخلد في دار الرضوان، ومن مات على عصيان ربه مصرا على ذنبه فهو مخلد في النار، لا فرق في ذلك بين أحد من الفجار كان من أهل الشرك أو الفساق(_( ) والإباضية قائلون بإنفاذ الوعيد وعدم تخلفه وقد تقدم بعض هذا وابن حزم يقول في كتابه "الإحكام" (م2/ج5/ص70):
"فمن يفسق القائلين بإنفاذ الوعيد فليبدأ بتفسيق ابن عباس، ومن فسق ابن عباس فهو والله الفاسق حقا، وابن عباس البر ابن البر، الفاضل ابن الفاضل رضي الله عنهما". ا.ه فتأمل._) وهذه الفرقة هي المحقة ومن قال بخلافها فهو هالك، فالمراد بالعصيان في قول الناظم: (ومن عصى) إنما هو اتيان الكبيرة والإصرار على الصغيرة لما سيأتي أن الصغائر مغفورة عند اجتناب الكبائر.
Shafi 249