_) أي الصراط في قوله تعالى: { أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم } الملك : 22 هو عبارة عن الحق وفي الآية تمثيل لحالتي العاصي والطائع وعلى هذا يحمل ما ورد من الأحاديث في بيان الصراط، لأنه إنما هو تمثيل لحالة الحق وبيان ما فيها من الخطر العظيم وتمثيل لأحوال سالكيه ما بين موفق ومخذول، وزعم بعض منا وجمهور الأشاعرة أن الصراط إنما هو جسر ممدود على متن جهنم(_( ) الذي يراه الإباضية أن الصراط هو الدين القويم وهو معنى قوله تعالى: { اهدنا الصراط المستقيم } وتفسير الصراط بأنه جسر على متن جهنم أحد من السيف وأدق من الشعر يمر عليه الخلائق يوم القيامة من المؤمنين والمنافقين والمشركين، كل بقدر عمله، لا يتفق مع كون المؤمنين آمنين من الفزع في ذلك اليوم المهول كما في قوله تعالى: { لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي توعدون } [الأنبياء : 103] ومع قوله تعالى: { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون، لا يسمعون حسيسها } [الأنبياء : 101] ففي هذه الآيات يتضح أن المؤمنين مبعدون عن النار فهم لا يسمعون حسيسها فضلا عن أن يمروا فوقها، ولا يفزعهم شيء يوم القيامة ومرورهم على الصراط لا شك أن فيه فزع لهم بأي شكل من الأشكال، والأحاديث الواردة في هذا الشأن قابلة للتأويل حتى لا تتعارض مع المحكم الثابت من آيات الكتاب العزيز، قال ابن جرير الطبري في "تفسيره" (1/103): "أجمعت الأمة من أهل التأويل جميعا على أن { الصراط المستقيم } هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه، وكذلك في لغة جميع العرب، فمن ذلك قول جرير بن عطية الخطفي:
أمير المؤمنين على صراط إذا أعوج الموارد مستقيم
يريد: على طريق الحق. ومنه قول الهذلي أبي ذؤيب:
صبحنا أرضهم بالخيل حتى تركناها أدق من الصراط
ومنه قول الراجز:
Shafi 235