176

(153)(وهو قريبا أو بعيدا وقعا أو متعذرا فلن يتبعا) أي المحكم من الآيات ومن غيرها من الروايات هو ما اتضح معناه وهو قسمان؛ لأنه إما أن يتضح المعنى ولم يحتمل معنى غيره وهو النص، وإما أن يحتمل معنى ثانيا وإن كان احتمالا بعيدا مثلا فهو الظاهر، ولكل واحد من النص والظاهر حكم، فحكم النص القطع بمراد المتكلم أي إذا سمعنا من الكلام ما لايحتمل إلا معنى واحدا قطعنا بأن مراد المتكلم هو ذلك المعنى لا غيره لعدم احتمال الكلام لغيره، والحكم في الظاهر الظن بأن ما ظهر من المعاني هو مراد المتكلم، أي اذا سمعنا كلاما يحتمل معنيين لكن السابق إلى الذهن أحدهما ظننا أن ذلك السابق إلى الذهن هو مراد المتكلم، وانما كان هذا كذلك لإحتمال أن يكون المتكلم أراد المعنى الثاني؛ هذا إذا لم يقم دليل على أن مراد المتكلم المعنى المرجوح فإن قام الدليل بذلك ترك المعنى الظاهر وصير إلى المعنى الباطن لوجود ذلك الدليل الدال على أن الباطن هو المراد.

والمصير من الظاهر إلى المعنى الباطن هو التأويل(_( ) والتأويل فيه ما هو حق يتحتم المصير إليه كما أن فيه الباطل الذي يجب التحذير منه فالأخذ به دون ضوابط ومحاربته مطلقا كلاهما خطأ عظيم يقول المصنف في كتابه "طلعة الشمس" (1/169 170 التراث): "وصرف الظاهر إلى المعنى الباطن بالدليل هو المسمى عندهم بالتأويل، وهو في اللغة: مصدر أول وأصله من: آل يؤول إذا رجع، كذا في "المنهاج". قال: وأما في الاصطلاح: فهو صرف اللفظ عن حقيقته إلى مجازه لقرينة اقتضت ذلك الصرف، قال: وله شبه باللغوي أي المعنى كأنه رد اللفظ من ذهابه على الظاهر، حتى يرجع إلى ما يريد به.

Shafi 209