قال صاحب "مختار الصحاح" ص(203) دار ابن كثير بيروت: "درك: الإدراك اللحوق. قلت: صوابه اللحاق يقال مشى حتى أدركه وعاش حتى أدرك زمانه، وأدركه ببصره أي رآه!! .. وتدارك القوم تلاحقوا أي لحق آخرهم أولهم ..الخ"._) وامتدح بذلك، فنفي الادراك مدح له تعالى لهذه الآيه، وما كان مدحا له تعالى فلا يصح زواله عنه واتصافه بضده، لأن ما كان سببا للمدح فهو كمال وضده نقص، ولا يصح أن يزول شيئ من الكمالات الإلهيه، ولا أن يتصف الإله بشئ من اضدادها النقصانيه فلو جاز أن يزول ما كان سببا لمدحه تعالى للزم عليه جواز تبديل عزه تعالى بالذل وحمده تعالى بالشتم، وهذا محال في حق صفاته تعالى، فكذا الإتصاف بالرؤية في وقت من الأوقات او من شخص من الأشخاص محال قطعا، لما يلزم عليه من تبديل موجب المدح، وجواز الإتصاف بموجب الذم، فصح استدلالنا بالآيه وسقط اعتراضات الخصم علينا بمحتملات وهمية توهموا أنها التحقيق في معنى الآية، حتى افتخر بعض متأخريهم بذلك فرحا بما لديه فقال:
لا تدرك الأبصار أكبر حجة لمقالهم معنى لها ما ألطفه
Shafi 186