غير محتاج إلى السرج
وجهك المأمول حجتنا
يوم تأتي الناس بالحجج
فانتزعته بعض الصوفية وقلب معناه إلى مناجاة الحق - عز وجل - ووضع كلمة «الميمون» بدل «المأمول» ورمز بالبيت إلى القلب. والكثير مما يتغنى به الصوفية في خلواتهم وجلواتهم من هذا القبيل. على أن للصوفية أنفسهم شعرا يكاد يذوب رقة ولطفا، يرمزون فيه إلى أغراض خاصة بهم، ومقاصد يعسر شرحها على غيرهم، وهذا الضرب من الشعر لا عهد للعرب به إلا بعد أن مصرت بغداد، وكثر فيها العباد والزهاد. وفي بغداد توسع الشعراء في صب المعاني الفلسفية في قوالب شعرية، ومن أشهر المتقدمين في ذلك صالح بن عبد القدوس، وعلى هذه السنة جرى أبو العتاهية في كثير من شعره، ولا سيما في مزدوجته المشهورة التي يقول فيها:
إن الشباب حجة التصابي
روائح الجنة في الشباب
إن الشباب والفراغ والجده
مفسدة للمرء أي مفسده
ومن مشاهير البغداديين الذين سلكوا هذا السبيل الحسين بن عبد الله المعروف بابن شبل
1
Shafi da ba'a sani ba