116

Badr Munir

البدر المنير في معرفة الله العلي الكبير

Nau'ikan

Fikihu Shia

وقال قوم: بل المؤمنون أنبياء وغيرهم أفضل من الملائكة.

قلنا: حكى الله تعالى صغائر معاصي الأنبياء عليهم السلام وتوبتهم عنها كآدم وداود وغيرهم فقال تعالى في آدم عليه السلام: {وعصى آدم ربه فغوى}(1) وفي داود -عليه السلام: {فغفرنا له ذلك وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب}(2) وحكى توبتهم وحكى عن غيرهم من المؤمنين كبائر المعاصي والتوبة فقال تعالى: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون}(3) وقال تعالى في الملائكة خلاف ما قال في المؤمنين، فزكى تعالى الملائكة عما نسب إلى المؤمنين من المعاصي مع التوبة فقال تعالى: {لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون}(4) وقال تعالى فيهم: {يسبحون الليل والنهار لا يفترون}(5) وقال تعالى فيهم: {وما منا إلا له مقام معلوم وإنا لنحن الصافون وإنا لنحن المسبحون}(6) وغير ذلك، فلا دليل صح لمن فضل المؤمنين عليهم عليهم السلام لأنا لم نجد في القرآن تفضيل المؤمنين على الملائكة، وإن جاء حديث ونافى القرآن من كل وجه أو نافى المحكم منه وجب اعتقاد أنه كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلا دليل لهم -أي المفضلين للمؤمنين على الملائكة عليهم السلام.

Shafi 148