فصل [في أن الرسل جميعهم ذكور] والرسل كلهم ذكور وليس فيهم نساء، ومن أهل المدن وليسوا من أهل البوادي لقوله تعالى في ذلك كله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى}(1) وقد دل تعالى بقوله تعالى: {إلا رجالا} أنهم ليسوا ملائكة وذلك -أعني كونهم من أهل القرى- لأن أهل القرى وهي المدن أصلح للرسالة؛ لأن الله تعالى جعل فيهم زيادة على أهل البادية في الحلم والعلم، وأهل البوادي فيهم الجهل والجفاء والقسوة.
فإن قيل: قال تعالى حاكيا: {وجاء بكم من البدو}(2).
قلنا: أصلهم في المدن؛ وإنما كانوا ينتجعون إلى البادية لأجل المواشي وقرارهم في المدن.
فصل [
تنزل الملائكة بالوحي إلى الرسل [29أ] والأنبياء في صورة الرسل من الناس ويعرفون -أعني الرسل والأنبياء- أنهم الملائكة وأنهم رسل الله إليهم بوحي آخر من الله تعالى إما بتكلم منه تعالى للرسل والأنبياء من غير واسطة ملك أو بالضرورة أو برؤية بعض شيء من صورهم، ورأى نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم جبريل عليه السلام في صورته التي خلقه الله تعالى عليها مرتين دون غيره [صلى الله عليه وآله وسلم] منهم.
Shafi 135