ثم انبرتْ أيام هجر أعقبت ... بأسىً فخلنا أنها أعوامُ
ثم انقضت تلك السنونُ وأهلها ... فكأنها وكأنهم أحلامُ
ومنه:
أمسي وأصبحُ من هجرانكم وصبًا ... يرثي لي المشفقانِ: الأهلُ، والولدُ
قد خددَ الدمعُ خدي من تذكركم ... واعتادني المضنيان: الوجدُ، والكمدُ
غاب عن مقلتي نومي ونافرها ... وخانني المسعدان: الصبرُ، والجلدُ
لو رمت إحصاء ما بي من جوىً وضنى ... لم يحصه المحصيان: الوزنُ، والعددُ
أو رمتُ من ضعفِ جسمي حملَ خردلة ... ما ضمها الأقويان: الزندُ، والعضدُ
أستودع اللهَ من أهواهُ كيف جرت ... بشخصنا الحالتان: القربُ، والبعدُ
لا غرو للدمع أن تجري غواربه ... وتحته المضرمان: القلبُ، والكبدُ
كأنما مهجتي شلوٌ بمسبعةٍ ... ينتابها الضاريان: الذئبُ، والأسدُ
لم يبق غيرُ خفيّ الروحِ في جسدي ... فداؤك الباقيان: الروحُ، والجسدُ
إني لأحسد في العشاق مصطبرًا ... وحسبك القاتلان: الحبُّ، والحسدُ
ومنه ما مدح به أبو القاسم:
إذا أبو قاسمٍ جادت لنا يدهُ ... لم يحمد الأجودان: الغيثُ، والمطرُ
وإن أضاءت لنا أنوارُ غرته ... تضاءل الأنوران: الشمسُ، والقمرُ
1 / 65