ولم يتركها أحد ممن كان قبلكم لأجل ما أشرتم إليه ، ولم أر مثلكم يا أهل زنجبار في اختياركم هذا اللباس الأجنبي ، وسرعة انطباع أخلاق العدو منه فيكم ، وهؤلاء البانيان من قديم الزمان يخالطون العرب ، وما تزينوا بشيء من زيهم ، ولا لبسوا شيئا من لباسهم ، حمية للمتهم ، وتعصبا لآبائهم ، وأنفة عن مخالفتهم ، وهم شر الناس ، وأخس الناس ولباسهم شر اللباس ، وأنتم مع كمال هيأتكم ، وعلو شأن آبائكم وشرف أسلافكم ، سارعتم هذه المسارعة كلها في تبديل هيئاتكم المنيفة ، وتغير أخلاقكم الشريفة ، أأحياء أنتم أم أموات ؟ أعقلاء أنتم أم مجانين ؟ والمنع من لباس الكفار ومن التشبه بهم في جميع الأحوال ثبت بالنصوص الصحيحة ، سنوردها إن شاء الله تعالى ، وأما لبس ما كان شعارا للكفر من يهودية أو نصرانية أ و مجوسية ، كالزنار ونحوه فهو شرك إجماعا ، وخروج عن الملة الإسلامية ، وكفر بعد إيمان ، وذلك الكفر الفعلي ، وما دون ذلك من اللباس والهيئات فإن لبسه لابس لقصد التشبه بهم مستحسنا لهيآتهم ، ومستلذا لحالتهم ، فهو شرك أيضا ، لأنه قد آثر الكفر على الإيمان .
Shafi 22