============================================================
وهربت طائفة. فأجلوا(1) عن القرية، ووقع الموت فيمن أقام منهم اال وأسرع فيهم(، وسلم الآخرون. حتى إذا ارتفع الطاعون عنهم رجعوا [8ه/ب] اليهم. فقال الذين أقاموا: إخواننا كانوا أحزم منا، فلو كنا صنعنا كما صنعوا، كنا سلمنا، ولئن بقينا حتى يقع الطاعون، لنصنعن مثل صيعهم. فلما أن كان من قابل، وقع الطاعون، فخرجوا جميعا، الذين كانوا اجلوا والذين كانوا أقاموا؛ وهم بضعة وثلاثون الفأ. فساروا حتى أتوا واديا (2) آقيح، فنزلوا فيه؛ وهو بين جبلين. فبعث [الله] (3 إليهم ملكين؛ ملكا بأعلى الوادي وملكا بأسفله. فنادؤهم أن موتوا، فماتوا. فمكثوا ما شاء الله، ثم مر بهم نبي من الأنبياء يدعى هؤقيل(4)، فرأى تلك العظام، فوقف متعجبا لكثرة ما يرى منها.
فأوحى الله إليه أن تاد: أيتها العظام، إن الله يأمرك أن تجتمعي: فاجتمعت العظام من أقصى الوادي وادناه، فالتزق بعضها ببعض؛ كل عظم من جسد التزق(5) بجسده، فصاروا أجسادا من عظام، ليس ثم لحم ولا دم. ثم أوحى الله إليه: تاد: أيتها العظام، إن الله يأمرك أن تكتسي لحما- يعني فاكتست لحمأ ثم أوحى الله إليه: ناد: أيتها الأجساد، إن الله يأمرك (1) أن تقومي فبعثوا أحياء. ثم رجعوا إلى (1) في الاصل: فاخلوا- تصحيف، والتوجيه من ف، ظ. وستاتي بعد قليل في الأصل كما وجهناها.
(2) بعدها في ظ: لهم. والوادي الأقيح هو الواسع، كما سيأتي في آخر الباب.
(3) من فه ظ: (4) ظ، ع: حزقيل، ووقعت في ف: حزقيل ثم اصلحت الحاء إلى هاه، وقد ضبطت في آخر الباب، في هذه الرواية، بالهاء بدل الحاء، لقرب المخرج (5) ف: آلزق، وكلاهما صحيح. ولزق والتزق ولصق وليق، كله بمعتى- لسان.
(2) قوله: (أن تكتي لحما.. يامرك) سقط في ف، واستدرك في الهامش بخط مغاير.
Shafi 162