220

فلما لم يجد في الحب صبرا

ولم ترحم جوانحه الشجون

تفانى في النحول فلو تبدى

لما فطنت لخطرته العيون

وها هو كالخيال أتاك يسري

مخافة أن تظن به الظنون

فأكرم نزله وارحم ضناه

فإن فؤادك الحرم الأمين

في السياسة المصرية

لم نكن من الذين أدهشتهم الحوادث الأخيرة؛ لأننا لم نعتزم الجهاد إلا ونحن موقنون بأنه شاق طويل، ولطالما نهينا أولئك الذين كانوا يسرفون في الإبراق إلى الأمة بالبشرى تلو البشرى، كلما لاحت لهم ابتسامة من اللورد ملنر أو اللورد كرزون؛ ظنا منهم أنها ابتسامات أبوية أو أخوية لا تصدر إلا عن رغبة خالصة وقلب سليم، وما دروا أن للسياسة طرائق كطرائق الثعابين مشعبة معبدة، يحسبها الناظر أخاديد الماء الجاري، وهي مملوءة بالسم الزعاف.

Shafi da ba'a sani ba