211

وشط الذين بينهم أتوقع

أم ألومكم على أن تركتموني وحيدا وآثرتم وطنكم وأهلكم، ولم تبالوا بمن خلفتموه طريح حزنه، وأسير همه؟ أم ألوم قوما جعلتهم منكم بدلا فكانوا شر بدل، واتخذتهم من بعدكم ذخرا فكانوا كالهباء ورجوتهم حصنا أتقي به الدهر الخائن، والزمن الجائر، فإذا هم أذل من قراد بمنسم، وإذا المتفيئ ظلهم، والراجي برهم، يطمع في غير مطمع، ويلجأ إلى شر وزر؟

أم ألوم دهرا اضطركم إلى الرحلة فرحلتم، وحكم علي بالمقام فأقمت، ثم أمدنا من اليأس لبعد الدار، وشط المزار، ما جعل الأمل في التلاقي خائبا ورجاء التداني كاذبا؟

وقلما أبقي على ما أرى

يوشك أن ينعاني الناعي

ما أقتل اليأس لأهل الهوى

لا سيما من بعد إطماع

ما هذا الذي صنعتم؟ أخضعتم لليأس، وأذعنتم للقنوط، ولم ترهبوا العتاب؛ إذ لم تأملوا اللقاء، فزففتم تلك الشمس إلى غيري، وآثرتم بها سواي.

يا عز إن ضاعت عهودي عندكم

فأنا الذي استودعت غير أمين

Shafi da ba'a sani ba