وقد تقدم قريب منهما في باب المجاوبة.
قال يزيد بن أبي يسر الرياضي في كتابه الأمثال
سمعت سيبويه يقول: دخل عبد الله بن طاهر الرى سحرًا، فسمع قمرية تنوح فقال: لله در الهلالي حيث يقول:
ألا يا حمام الأيك إلفك حاضر ... وغصنك مياد ففيم تنوح!
وكان معه عوف بن محلم الشاعر، فقال له: أجز هذا البيت، فقال:
وأرقني بالليل صوت حمامةٍ ... فنحت وذو الشوق القديم ينوح
على أنها ناحت ولم تذر دمعةً ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
وناحت وفرخاها بحيث تراهما ... ومن دون أفراخي مهامه فيح
أنبأني الشيخان
الأجل العلامة تاج الدين الكندي وابن الحرستاني إجازة عن أبي القاسم بن عساكر سماعًا منه، أخبرنا أبو بكر المرزوقي، أنبأنا أبو منصور العكبري، أنبأنا أبو الحسن أحمد بن محمد الصلت المحبر، حدثنا أبو الفرج علي بن الحسين الأصبهاني، حدثني علي بن صالح، عن أحمد بن أبي طاهر، حدثه أنه ألقى على فضل الشاعرة
علم الجمال تركتني ... في الحب أشهر من علم
فقالت:
وأبحتني يا سيدي ... سقمًا يزيد على السقم
وتركتني غرضًا فدي ... تك للعواذل والتهم
وذكر أبو العباس المروزي
قال: صنع المتوكل بيتًا وطالب فضل الشاعرة أن تجيزه وهو:
لاذ بها يشتكي إليها ... فلم يجد عندها ملاذا
فصنعت بديهة:
ولم يزل ضارعًا إليها ... تهطل أجفانه رذاذا
فعاتبوه فزاد شوقًا ... فمات عشقًا فكان ماذا
فطرب المتوكل وقال: أحسنت - وحياتي - يافضل، وأمر لها بمائتي دينار، وأمر عريب فغنت به.
قال علي بن ظافر: وقد ذكرنا البيت الأخير من بيتي فضل في حكاية أبي السمراء في إجازة بيت ببيت، إلا أن هذه الحكاية أثبت رواية من تلك، وهي من رواية أبي الفرج في الأغاني.
وبالإسناد المتقدم ذكر الثعالبي في كتاب اليتيمة
قال: جلس سيف الدولة أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان يومًا مع جماعة من خواص كتابه وأصحابه، فقال: أيكم يجيز قولي:
لك جسمي تعله ... فدمي لم تحله
1 / 60