تَقَطَّعَت أَعناقُ الخَلَائِقِ يَومَئِذٍ مِن العَطَشِ، قال: ثم قال رسول الله ﷺ: فَأُكْسَى مِن حُلَلِ الجَنَّة، ثُم أَقُومُ عن، أو عَلى يَمِينِ الكُرْسِيِّ، لَيس أَحَدٌ مِنَ الخَلَائِقِ يَقُومُ ذَلكَ المَقَام يَومَئِذٍ غَيْرِي، فَيُقَال: سَلْ تُعْطَ، واشْفَع تُشَفَّع، فَقَام رَجُلٌ فَقَال: أَتَرْجُو لِوالِدَيكَ شَيئًا؟ فقال: إِنِّي لَشَافِعٌ لَهُما، أُعْطِيتُ أو مُنِعْتُ، ومَا أرجُو لَهُما شَيئًا» (١).
قال الشيخ: (٢) يُحْتَملُ أَنْ يكونَ هذا الكَلامُ الذي أَجابَ به السَّائِلَ، إنما كان قَبل نُزُولِ الآيةِ في النَّهْيِّ عن الاستغْفَارِ للمُشركينَ، والصَّلاةِ عَلَى المُنَافِقِينَ.
(٢٩٤) (٣) أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، وأبو سعيد ابنُ أبي عَمرو قالا: حدثنا أبو العباس -هو الأَصَم- حدثنا يَحيى بنُ أبي طَالِبٍ، أخبرنا ... عَبدُ الوَهَّاب، أخبرنا سَعِيدٌ، عن قَتَادَة في قوله: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦)﴾ [المطففين] قال: «بَلَغَنا أَنَّ كَعْبًا كان يقول: يَقُومُون مِقْدَار ثَلاثِمَائَةِ عَام» (٤).
(٢٩٥) أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العَنْبَرِيُّ، حدثنا محمد بن عبد السَّلام الوَرَّاق، حدثنا محمدُ بن هَانِئ السُلَمِي
(١) أخرجه أبو العباس السراج في «الرد على الجهمية -كما في الأربعين في صفات رب العالمين للذهبي-» (١٤٦)، من طريق عبد السلام بن حرب، به دون سؤال الرجل عن شفاعة النبي ﷺ لوالديه، وذكره ابن كثير في «البداية والنهاية» (١٩/ ٣٧٢)، عن المصنف بسنده ومتنه.
(٢) قوله: (قال الشيخ) ليست في «م»، و«ث»، وفي «ش» (قال علي ﵁)، وفي «البداية والنهاية» (قال البيهقي).
(٣) هذا الأثر سقط من «ب».
(٤) أخرجه ابن جرير الطبري في «التفسير» (٢٤/ ١٩١)، من طريق يزيد بن زريع، عن سعيد -هو ابن أبي عروبة -، به. وعبد الوهاب هو ابن عطاء الخفاف.