6
ولكنهما لم ينزلا بها بل عطفا على وادي القرى
7
وهو مثله في الخصب والنماء قاصدين إلى فدك ثم إلى تيماء، حيث كان للسموءل بن عاديا حصن يسمى الأبلق نزل به امرؤ القيس ذات يوم واستودع صاحبه قوسه وسلاحه، وما زالا سائرين في بلاد ذبيان وثمود البائدة حتى بلغا تبوك
8
في ختام ثمانية أيام كانت الشملالة فيها مزدهية بنفسها صلفة بأن تدوس بأخفافها قبور ثمود العاتين الذين عقروا أختها ناقة نبي الله صالح التي أخرجها الله لهم من الصخر؛ ليؤمنوا فلم يؤمنوا فأبادهم بضلالهم وجرائمهم، وصارت بيوتهم المنحوتة في الصخر دليلا على ما نزل بهم من البوار والنكال.
الفصل الحادي والثلاثون
الأمير الجريح
كان إياس قد نصح لصديقه ورقة أن يلجأ إلى أيلة، ولذلك لم يكن في نيته أن يطيل مقامه في تبوك. على أنها لم تكن يومئذ مما يصلح لإقامة أحد بها. فقد كانت خرابا أو تكاد تكون كذلك، إلا من بعض مضارب لأعراب من جذام، ومنازل لهم في بقية من حصن ثمودي قديم فيه بئر منحوتة في الصخر يتهافت عليها أهلها في كل حين ليستقوا. هناك نزل حمى هؤلاء الأعراب هو والأشهلي غلام إياس بن معاذ؛ إذ كان قد بلغ بهما الجهد والجوع غايتهما، ورأيا أن يقضيا الليل في جوارهم.
ولكن هؤلاء الأعراب لم يكونوا ممن يؤمن جانبهم ولو حموا. فقد فكر بعضهم حين رأوا الشملالة أن يغلبوهما عليها ويأخذوها استراقا، فإن عجزوا فقتلا، ولذلك انتظروا حتى يدخل الليل.
Shafi da ba'a sani ba