34

Azmina

الأزمنة وتلبية الجاهلية

Bincike

د حاتم صالح الضامن

Mai Buga Littafi

مؤسسة الرسالة

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤٠٥ هـ - ١٩٨٥ م

وكانَتْ تلبيةُ الأشْعَرِيينَ (٢١٣): (اللهُمَّ هذا واحدٌ إنْ تَمَّا ...) (أَتَمَّهُ اللهُ وقد أَتَمَّا ...) (إنْ [تغفرِ اللهّمَّ] تَغْفِرْ جَمَّا ...) (وأيُّ عَبْدٍ لكَ لا أَلَمَّا ...) وكانتْ تَلْبِيَةُ الأنصارِ (٢١٤): (لَبَّيْكَ حَجًّا حَقَّا ... تَعَبُّدًا ورِقَّا) (جئناكَ للنصاحة ... لم نأتِ للرّقاحة) هذا جميع ما سَمِعْنا من التَّلابي. ثُمَّ القولُ في جميعِ الشهور التي بَدَأْنا بذكرها قبلِ التلبيةِ: فمنها المُحَرَّمُ: فإذا جَمَعْتَهُ قُلتَ: المُحَرَّماتُ، بالتاءِ. فإنْ قُلتَ: الشهورُ المُحَرَّمةُ، بالهاء، فجائزٌ إذا جعلتَ المحرَّم صفةً، من حُرِّم فيه القتالُ، مِثْلُ المُكَرَّم [و] (٢١٥) المُمَجَّدِ. فإنْ صيَّرْتَهُ اسمًا للشهرِ قُلتَ: المُحَرَّماتُ، ولم تَقُلِ المُحَرَّمَةُ، فإنّما يكونُ ذلك في الصفةِ، مثلُ بَعِيرٍ مُقْبِلٍ، وإبلٍ مُقبِلَةٍ، وحِمارٍ مُسْرِعٍ، وحُمْرٍ مُسْرِعَةٍ. إنْ قُلتَ: الأَشْهُرُ المحارمُ والمحاريمُ، على أنْ تعوضَ الياءَ من التثقيل الذي في المُحَرَّمِ إذا أَرَدْتَ الاسمَ كما يُجْمَعُ مُحَمَّدٌ فيُقال: محامِدُ ومحاميدُ. وليسَ بالسهلِ أنْ تقولَ (٢١٦): محارِم، فتكسر الاسمَ، وأنتَ تُريدُ الفِعْلَ. كما أنّكَ لو قُلْتَ في مُكَرَّمٍ ومُمَجَّدٍ: مكارِمُ ومماجِدُ، لم يكن بسهلٍ.

(٢١٣) البيتان الأخيران في اللسان (جمم) . والزيادة منه. (٢١٤) المحبر ٣١٢. وفي غريب الحديث للخطابي ٢ / ٢٢٧ نسبت التلبية إلى نزار ومضر. (٢١٥) يقتضيها السياق. (٢١٦) في الأصل: يقول.

1 / 44