وتقارنه الشمس من سنتين إلى سنتين، ثم تفارقه. ويقيم تحت شعاعها مقدار شهرين. ثم يظهر بالغداة طالعا من المشرق، وهو مستقيم السير. فلا يزال مستقيما حتى يصير بينه وبين الشمس أربعة أبراج وثلث. وذلك على مضي أحد عشر شهرا ونصف من حين فارقته الشمس. فإذا تباعدت الشمس عنه بهذا المقدار فهو حينئذ راجع (1). ويقيم في الرجوع ستة وستين يوما. ثم يستقيم. فإذا مضى له أحد عشر شهرا ونصف من يوم استقامته لحقته الشمس.
ثم الزهرة، وهي أعظم الكواكب منظرا، وأشدها بياضا ونورا . وهي تقطع الفلك في كل سنة مرة واحدة، مثل الشمس، إلا أنها تسرع تارة، فتقيم في البرج خمسة وعشرين يوما ونحوها، وتبطئ تارة، فتقيم في البرج أكثر من شهر. ولا ترى في وسط السماء، إنما هي أبدا بين يدي الشمس، أو خلفها. فمتى كانت خلف الشمس في المغرب فهي مستقيمة. ومتى ظهرت من جهة المشرق، بين يدي الشمس، فهي راجعة.
وهي تقارن الشمس من عشرة أشهر إلى عشرة أشهر، تقارنها وهي مستقيمة. ثم تفارقها من جهة المغرب. وتقيم تحت شعاعها نحوا من أربعين ليلة.
ثم تظهر بالعشيات في المغرب، وهي مستقيمة سريعة السير، وتسمى مغربة. ولا تزال كذلك حتى تتباعد من الشمس بمقدار برج ونصف. فتأخذ حينئذ في الإبطاء حتى تكون الشمس أسرع منها. ثم تقهقر راجعة نحو الشمس. وذلك عند تمام تسعة أشهر من يوم فارقت الشمس. فتقارن الشمس ثانية وهي راجعة. وذلك بعد اثنين وعشرين يوما من جهة المشرق. فترى بالغدوات،
Shafi 90