بعد التحيات، فقد عرض مضمون كتابكم الكريم على لجنة مؤتمر الأجناس العام، فليس عندهم ما يمنع، وأما أن تتكلفوا ترجمة مؤلفكم النفيس إلى لغة أجنبية فالغالب على رأينا أن ذلك يذهب برونقه؛ فإن انتقال الكتاب من لغة إلى لغة هو كانتقال النفس من بدن إلى بدن، لا يؤمن استيحاشها منه، والسلام.
د. مرغليوت
فأرسلت الكتاب منسوخا بخط اليد في السابع عشر من شهر مارس سنة 1911 وطلبت منه ترجمة الكتاب إذا شاء.
ولقد كنت كاتبت الأستاذ أغناطيوس غويدي بإيطاليا وحضرة العالم الشهير الدكتور محمود بك لبيب محرم بألمانيا، فجاء من الثاني خطاب بتاريخ 2 يناير سنة 1911 يحض على الإسراع في طبع الكتاب باللغة العربية إذ قال: ألح عليك في النصح بطبع الكتاب أولا في مصر، وأظن أن طبعه لا يستدعي صعوبة أو عوائق، ثم قال:
وإني بعون الله مستعد لترجمة الكتاب إلى الألمانية، فأرسل لي منه صورة لكي أزاول ترجمتها من الآن؛ حتى أتمكن من نشرها عقب طبع الأصل العربي مباشرة أو في زمن قريب منه.
المخلص
محمود لبيب
وأما الأستاذ العلامة أغناطيوس غويدي فكتب لي ما نصه:
من أغناطيوس غويدي برومية الكبرى إلى المعلم العلامة طنطاوي جوهري بالقاهرة
يا سيدي الأستاذ الأكرم، أما بعد تقديم التبجيل والتحية، فقد وصلتني رسالتك الكريمة وفهرس كتابك الجديد وفصل منه شرفتني بإرساله إلي، وقد أضمرت في نفسي أن أحير الجواب بلا تأجيل، بيد أنه عاقتني عوائق وبطأت بي أشغال لا تحصى، وأرجو من فضلك أن تقبل عذري وتغضي عن تأخيري جفنك، وقد تعجبت من علمك ومن تعرضك لمسائل ينزعج غيرك من معضلات غوامضها، ولعل كتابك الجديد يطبع الآن، وإن أرسلت إلي نسخة منه نبهت عليه في بعض جرائد بلدنا، وأخبرت عن موضوعه وفصوله ومذهب مؤلفه، فيكون ذلك زيادة للتعارف بين البلدين، والمأمول منكم معاشر علماء مصر أن تساعدونا في إنشاء المدرسة الإيطالية في القاهرة المحروسة بما يضاهي صدق مودتكم لنا.
Shafi da ba'a sani ba