إن العقول موزعة على النوع الإنساني بمقدار توزيع المعادن والأشجار على الأقطار، فلا حق لأمة أن تدعي أن جنسها أرقى الأجناس، ولا إن قومها أرقى العالمين؛ فذلك جهل فاضح وخور وجنون، كذب العالمون، ما أجهل الإنسان! يا ويحه، ما أجهله بالنظام! ما أضله عن السبيل! جهل فغوى، وكذب وطغى، فعذبه الله العذاب الأوفر، وأنزل عليه صواعق غضبه وسلط عليه نار الغضب، فأحرقت أفئدة الظالمين وسامتهم سوء العذاب بالعداوات والحرب والنضال، لبئس ما يصنعون.
وهنا نتائج أربع:
الأولى:
أن الأشياء وضعت في الدنيا حسب الحاجة إليها كثرة وقلة، كالخشب والحديد والذهب، فكلما اشتدت الحاجة إلى شيء كثر وجوده وكلما قلت قل وجوده.
الثانية:
أنه كلما اشتدت الحاجة للشيء سهل تحصيله كالخشب، وكلما قلت الحاجة له صعب تحصيله كالذهب.
الثالثة:
كلما كثر الشيء رخص، وكلما قل غلا في أكثر الأحوال.
الرابعة:
متى وضع شيء في غير موضعه اختل النظام.
Shafi da ba'a sani ba