Takarduna … Rayuwata
أوراقي … حياتي (الجزء الأول)
Nau'ikan
تخلصوا من هؤلاء يا سادة.
وثقوا أن مصر بعدهم ستستعيد ريادتها، وقيادتها، ودورها الحصين في العالم، وأنها ستقهر كل الصعاب التي تواجهها.
فالمشكلة ليست عجز مصر وإنما إجهاض حماس شعبها، وقدرته الخلاقة، وفرض التخلف عليها فرضا بأمثال هذه النظم التي لا تطالب راقصات الهرم إلا بدفع الضرائب بينما تحيل الكاتبات وأساتذة الجامعات إلى بوليس الآداب!
امتدت الحملة الصحفية ضد أمال عثمان وزيرة الشئون الاجتماعية وضد الحكومة المصرية منذ ديسمبر 1983 حتى نهاية عام 1984. هكذا اضطرت أمال عثمان أن تعترف بشرعية جمعية تضامن المرأة العربية، وجاءنا الخطاب الرسمي من وزارة الشئون الاجتماعية في 7 يناير 1985 يقرر الموافقة على تسجيل الجمعية.
بعد خمسة شهور فقط التقيت بأمال عثمان وجها لوجه في مؤتمر المرأة العالمي، الذي عقد في مدينة نيروبي عاصمة كينيا في يونيو 1985، رمقتني بنظرة حمراء، أدركت أنها تكن لي كراهية مكبوتة، وأنها لن تتوانى عن توجيه ضربة إلي عاجلا أم آجلا، في الظهر أو في البطن. كانت تسرع الخطى لتلحق بموكب السيدة حرم الرئيس. وفي المساء أقامت أمال عثمان حفل عشاء كبيرا للسيدة حرم الرئيس دعت إليه جميع النساء المصريات المشاركة في المؤتمر، لم أذهب إلى الحفل وآثرت أن أقرأ في سريري رواية دنماركية جديدة عن مصر القديمة، وفي نيروبي آثرت أن أنام بعد يوم طويل حافل بالعمل واللقاءات مع أعداد كبيرة من نساء العالم.
صديقتي بطة (الدكتورة كاميليا) كانت إحدى المشاركات في مؤتمر نيروبي، رأيتها في قاعة كينياتا تهرول فوق كعبها العالي وراء أمال عثمان من أجل اللحاق بموكب السيدة حرم الرئيس، وذهبت بطة إلى حفل العشاء تلك الليلة، وفي الصباح الباكر جاءت إلى غرفتي بالفندق.
مش معقول يا نوال اللي بتعمليه ده! ليه ماجيتيش الحفلة؟ كلهم راحوا إلا إنتي؟ مش كفاية اللي عملوه فيكي؟! عاوزاهم يقفلوا الجمعية بتاعتك؟! أنا بصراحة يا نوال باخاف أقول إنك صاحبتي وإلا رفدوني من شغلي! ثم كركرت بطة بضحكتها الطويلة المتقطعة، ضحكت معها ثم قلت: لا يمكن يرفدوكي يا بطة عندك حصانة عائلية برلمانية. أطلقت بطة ضحكة أخرى وقال: وعندي حصانة دبلوماسية كمان أمال خيبانة زيك يا ست نوال؟!
ظلت وزيرة الشئون الاجتماعية على عدائها لجمعية تضامن المرأة العربية، ومع أجهزة الحكومة والأمن، وبعض النساء شجعتهن الوزيرة على تكوين جمعية جديدة للمرأة. لجأت الحكومة إلى مبدأ فرق تسد، امتلأت الساحة المصرية بالجمعيات النسائية، كل أربع أو خمس نساء يشكلن جمعية أو مركزا أو رابطة أو شركة مساهمة أو أي شيء، المهم أن تتعدد الفرق ويضرب بعضها بعضا، تتنافس أيها تقترب أكثر من دوائر السلطة والمال والنفوذ.
لم تدخل جمعية تضامن المرأة العربية في هذا الصراع بين النساء، لكن وزارة الشئون الاجتماعية لم تكف عن مطاردة الجمعية ومعها وزارة الداخلية، أجهزة الأمن والمباحث كانت تتربص، تطارد العضوات في أماكن العمل والبيوت، تسلط عليهن صحف الجماعات الإسلامية والإرهابية، التابعة للحكومة. بدأنا نقرأ هجوما في تلك الصحف على أنشطة الجمعية، تحت المانشتات الكبيرة الحمراء والسوداء، بدأنا نقرأ عناوين من نوع: جمعية نوال السعداوي الكافرة تنظم مؤتمرات ضد الأخلاق والتراث، جمعية تضامن المرأة العربية مأجورة لهدم الإسلام والآداب العامة.
في 22 مارس 1990 عقدت جمعية تضامن المرأة العربية اجتماعا كبيرا من أجل الوحدة الوطنية، كانت أحداث القتل الإرهابية تغتال الأبرياء في صعيد مصر، ثم وقعت أحداث أبو قرقاص بالمنيا، وبدأت الفتنة الطائفية تهدد بلادنا. ثم عقدت الجمعية اجتماعا آخر كبيرا ليلة الخميس 29 مارس 1990، زاد عدد المشاركين في الاجتماع عن المائة، كونوا جميعا الهيئة التأسيسية للجنة المصرية للدفاع عن الوحدة الوطنية. في الاجتماع الثالث ليلة 5 إبريل 1990 بلغ أعضاء الهيئة التأسيسية مائة وتسعة وأربعين عضوا وعضوة من مختلف التيارات السياسية أو المدارس الفكرية في مصر، أجمعوا على ضرورة العمل المتواصل لإخماد الفتنة الطائفية وتوحيد الشعب المصري نساء ورجالا.
Shafi da ba'a sani ba