222

Takarduna … Rayuwata

أوراقي … حياتي (الجزء الأول)

Nau'ikan

كنت منشغلة بسؤال آخر يدور في رأسي، لماذا أتزوج رجلا لا أحبه؟ - هل عبد الناصر مخلص يا نوال؟ هل رفاعة مخلص؟ هل الإخلاص الزوجي منفصل عن الإخلاص الوطني؟ - إيه اللي يجبرني يا سامية إني أتجوز رجلا لا أحبه؟ أهي خيانة له أم خيانة لنفسي؟ - المناخ العام الفاسد يؤدي إلى حياة خاصة فاسدة. - الفساد في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية يؤدي إلى فساد في الحب والجنس؟! خيانة النفس هي خيانة الآخر. - يا خسارة يا نوال، كان بيني وبين رفاعة حب جميل قبل ما نتجوز، المشكلة في مؤسسة الزواج يا نوال؟ - المشكلة في النظام كله يا سامية. - عشان كده الراجل منهم ممكن يكون يخون مراته، والواحدة فينا ممكن تكذب على نفسها وتقول لجوزها أنا باحبك وهي مش طايقة تشوفه، أو تقوله أنت الرجل الوحيد في حياتي وهو مش الوحيد!

أطبقت شفتي في وجوم، تذكرت أنني قلت لزوجي الأول إنه أول حب في حياتي مع أنه كان الحب الثاني، وسوف أقول لزوجي الثاني إنني أحبه مع أنني لا أحبه، قوى غيبية تدفعني إلى الكذب، تختفي وراء سحابة في السماء، أو ربما هو عام 1960 عام الهزيمة الصغرى، كما كان صديقي رجاء الشاعر يقول. تنبأ بوقوع هزيمة 1967 قبل أن تقع بسبعة أعوام، وفي إحدى الندوات الأدبية بالعيادة ألقى قصيدة مطلعها هذه الأبيات:

كل شيء من حولنا ينبئ بالهزيمة،

السحب في السماء ووجوه الرجال العسكرية،

لا أمل في هذه الطبقة الجديدة ولا في كتابة الشعر،

الكلية الحربية لا تخرج إلا الجهلاء،

إن أصبحوا هم الوزراء

فليس أمامنا إلا الموت أو السجن

أو المنفى خارج البلاد.

قوة تشبه اليأس أو الهزيمة تدفعني إلى الموت أو الزواج، كان العريس صالحا في نظر الجميع، حتى أم إبراهيم أصبحت تلح علي كل يوم: إتجوزيه يا ضكطورة ده الجواز سترة وعشان تجيبي للمحروسة بنتك أخ أو أخت. وفي حفل الزواج الصغير همست صفية في أذني: نظره سليم ستة على ستة ومش لابس نظارة نظر زي جوزي. وكركرت بطة بضحكتها وقالت: عينيه مطفية أحسن يا نوال عشان ما يشوفش حاجة! ومطت سامية شفتيها في امتعاض، الواقع يا أخواتي أن الإخلاص انتهى من الوجود! •••

Shafi da ba'a sani ba