وبنظرة استفهام أخرى من عينك أشعر بحقيقتك النسوية من حولي حافة بي، فمرتجة في صدري، فملقية على قلبي المسكين من كل خطرة شوق لسعة ألم ...
نعم إنك يا حبيبتي ترسلين الأنوار في هذا القلب، غير أنها لم تكن أنوارا إلا من أنها شعل مضطرمة، والمحب الذي يضيئه عشقه ويظهر للجمال، وجوده الغرامي، إنما ينيره احتراقه وفناء وجوده الذاتي، كل قدر من النور بقدر مضاعف من الاحتراق.
وكذلك البطل العظيم في الحرب: تنهش من لحمه السيوف، ويثقب في عظامه الرصاص، وما مرقه الموت بهذه لا بتلك، ولكن مزقه مجده!
أما إنك يا حبيبتي لو ضربتني بسيف لقتلتني قتلة معطرة!
أما إنك يا حبيبتي لو ضربتني بسيف لما كنت قد زدت بسيفك وضربتك على أن تكوني خلقت الحسن في نظرة قاسية من نظرات عينيك.
وهكذا علمتني حقيقتك أن الحب إن هو إلا تفسير كل شيء في العالم تفسيرا من القلب! •••
أنت ممزوجة بالآمي، وآلامي منك هي أشواقي، وأشواقي إليك هي أفكاري، وأفكاري فيك هي معانيك في نفسي، ومعانيك هي الحب، ولكن ما هو الحب إلا أن يكون آلامي وأشواقي وأفكاري ومعانيك في نفسي؟
ولروحك أنفاس تناسمني
2
فأستنشقها مهما انصدعت المسافات بيننا، كأن ما ملأ النفس يملأ الكون، فمن شعوري الدائم بانسكاب روحك في روحي ينبعث غرامي، ويرصد بهواك لي في منفذ كل معنى إلى نفسي، ومن هذا تنبعث أشواقي الحزينة ما دمت لا أراك، وإذا كان الغرام هو سكر الروح بالروح، فما الشوق إلا التمرد العنيف من حواس الجسم المحب إذا حرم أن يسكر بالجسم الذي يحبه. •••
Shafi da ba'a sani ba