مع جاذبية الألوان والعطور في ثيابك وحلاك جاذبية أعطرك وأزهى في ملبس معانيك من العواطف، وفي ملبس روحك من الدلال، ولا يعدلك في هذه الفتنة الكاسية إلا السماء في فتنتها للرجال الإلهيين، حين تلبس حرائقها من شفق الصبح.
يا للجلال! إذ تفسر الطبيعة نفسها الغامضة بامرأة جميلة؛ لتحقق بها في النفس العاشقة وهم الكمال الإنساني المستحيل الذي يخيل لها اندماج الكون بجلاله العظيم في ذاتية إنسانية، ذاتية المحبوب المخلوقة على مساواة وتقدير من محبها لتجذبه وتفتنه، فتخرج به من حكم عقله فتنفذ أقدارها في أقداره، فتعقد على أطراف حياته بعقدة عاطفية واحدة تستطيع بها تلك المرأة أن تهزه من كل نواحيه بأيسر لمسة! ... •••
إنما الكون كهربائية، ولا بد في الكهربائية من سلب وإيجاب؛ فمن يدري لعل كل متحابين هما مظهر كهربائي لا يحوطهما إلا جو النفس المحترقة تشعل بالضحكات كما تلتهب بالدموع! لأن هذه وهذه مادة حب ساطعة في مظهرين! كاللهب؛ تكون فيه مرة شدة الانبعاث فكأنما يضحك، ومرة فترة الانطفاء فكأنما يبكي، ويقع الإيجاب في السلب فيحدث الحب، ويحدث فتكون الجاذبية، وتكون فإذا إنسان يعانيه قد احتل إنسانا في مادته فتفاعل أجزاؤهما، فلن يكون الحب والبغض منهما إلا فوق الاعتدال؛ إذ في واحد تتهارب أجزاء من أجزاء، وفي الآخر يفنى بعضها في بعضها.
إنما هي قوة تلبست الصورة؛ لتعمل بها عملا في نفسها، وتدل بها دلالة في غيرها، فحبي المخلص الشديد معناه فيك أنت الحسن الخالص الفاتن، وتفكيري في محاسنك معناه في أنا: خلق لغة الأشياء الجميلة ليتصل عقلي بحقيقتها.
وإحساسي بك وحدك معناه في الوجود إحساسي بجماله كله.
والآن وأنا أكتب إليك ... تتمثلين لي فأرى تقاسيم الحسن فيك فأقول: وما هذه التقاسيم البديعة؟
ألا رفقا بالقلب الذي أجابني إنها تركيب المغناطيس الغرامي، وتوزيعه في أماكنه على هندسة الجاذبية: رفقا بالقلب الذي تلمسينه من جاذبيتك بالنظرة والكلمة والفكرة كأنه حولك لأنك حوله ...! بالوحي، والخيال، والحسن ...
من أجل الإبداع، والسمو، والحب.
أنت في نفسك، وأنت في معانيك، وأنت في!
الأشواق
Shafi da ba'a sani ba