من شفتي محبوبة تبتسم ...!
لا يمكن القلب أن يعانق القلب، ولكنهما يتوسلان إلى ذلك بنظرة تعانق نظرة، وابتسامة تضم ابتسامة.
تلك يا حبيبتي كلمة سماوية مخلوقة من الضوء في شفتيك الجميلتين تعبر عن كل شيء بحركة واحدة لا تتغير ولا تختلف، على حين أن معانيها في النفس دائبة في تغيرها واختلافها.
وفي عينيك الأحلام رهيبة غامضة، ولكن على شفتيك معاني الأحلام واضحة مفسرة: فابتسامك هو كلامك الذي لا تتكلمين به، وهو يختلج؛ لأنه حركة ظاهرة لفكرك في الحب، ولذلك هو دائم متنوع، دال على معنى ... وهو يضيء ليومئ بإشارة سماوية إلى سر المجهول الذي يتحجب في جمالك، ولكنه لا يكاد يومض حتى يطفئه هذا السر، فيعود فيستطير، ثم يعود فيختفي، ثم يعود ثم يعود.
أهناك نزاع على حقيقة خفية من الحقائق الجميلة لم تجد لها مخبأ إلا ثغرك الجميل؟
أم لك فكر شعوري موسيقي فهو يرقص دائما على وزن من ابتسامك؟
أم في قلبك مادة من النجوم فهي دائما تلمح لمحها في سماء وجهك النيرة فيسمون لمحها ابتساما؟
أم ثغرك يبتسم دائما؛ لأنه بطبيعة جمالك وظرفك يتهيأ دائما لقبلة؟ •••
يجد الطفل على كل حالة وفي كل مكان سرور نفسه، لسبب واحد وهو أن ابتسامه أبدا معه فهو لم يملك من الوجود شيئا بعد، ولكنه أغنى من عليها بهذا الكنز الذي خبأته السماء فيه فينفق منه فيما لا تباع كنوز الأرض ولا تشترى!
ولولا هذا الابتسام في هؤلاء الأطفال وأنه على أفواههم كالنبض في قلوبهم لما نفعتهم نافعة في تحصيل النمو للجسم، والصبر للطبيعة والاستقرار للعاطفة، والهدوء للنفس، والسعة للعقل، ولضغطت الحياة أجسامهم ونفوسهم اللينة في قوالب معانيها المحدودة الضيقة المصبوبة من الضجر والآلام والهموم، فما يكبر من بعدها على الأرض طفل أبدا، ولكن ابتسامهم من كل قيود المادة، هو أشعة إلهية تذيب ما حول القلب الصغير من المعاني الضاغطة عليه، ولو كان معنى روح جبل صخري من الهم!
Shafi da ba'a sani ba