إنها الحبيبة يا زجاجة العطر! وما أنت كسواك من كل زجاجة ملئت سائلا، ولا هي كسواها من كل امرأة ملئت حسانا؛ وكما افتنت الصناعة في إبداعك واستخراجك، افتنت الحياة في جمالها وفتنتها، حتى لأحسب أسرار الحياة في غيرها من النساء تعمل بطبيعة وقانون، وفيها وحدها تعمل بفن وظرف.
وأنت سبيكة عطر. كل موضع منك يأرج ويتوهج، وهي سبيكة جمال، كل موضع فيها يستبي ويتصبى؟
وما ظهرت معانيك إلا أفعمت الهواء من حولك بالشذا، ولا ظهرت معانيها إلا أفعمت القلوب من حولها بالحب.
وكلتاكما لا يمس أحد منها إلا تلبس بها فلا يستطيع أن يخلص منها، ولا يستوي له أن يخلص منها.
1
أنت عندي أجمل أنثى في الطيب
2
من بنات الزهر، وهي عندي أجمل أنثى في الحب من بنات آدم. •••
قولي لها يا زجاجة العطر، إنك خرجت من أزهار كأنها شعل نباتية ، وكانت في الرياض على فروعها كأنما تجسمت من أشعة الشمس والقمر ؛ فلما ابتعتك وصرت في يدي، خرجت من شعل غرامية، وأصبحت كأنما تجسمت من أشواقي وتحياتي ولمسات فكري، ولذلك أهديتك ...
وقولي لها: إن شوق الأرواح العاشقة يحتاج دائما إلى تعبير جميل كجمالها، بليغ كبلاغتها، ينفذ إلى قلب الحبيب بقوة الحياة سواء رضي أو لم يرض، وهذا الشوق النافذ كان الأصل الذي من أجله خلق العطر في الطبيعة. فحينما تسكب الجميلة قطرة من الطيب على جسمها تنسكب في هذا الجسم أشواق وأشواق من حيث تدري ولا تدري، ولذلك بعثتك ...
Shafi da ba'a sani ba