واعتدلت به نوازي الكبد،
10
وتوثق فيه عقد النية،
11
واستوى غيبه ومشهده
12
كان أشبه بقوة سماوية تعمل عملها لتبدع من الإنسانية شعرا أسمى من حقائقها؛ كما كانت الإنسانية نفسها قوة عملت أعمالها؛ لتبدع من حقائق الطبيعة أخيلة أجمل من مادتها. فشعر العقل تخلقه الإنسانية من الطبيعة بالعلم، وشعر القلب يخلقه الحب من الإنسانية بالجمال؛ ومن ثم فالحب كالطبقة بين الإنسانية والإلهية، أفلا تراه يأبى حين يكون إلا أن يكون وحده هو الحق الذي ليس له في البشرية فوق فليس في البشرية ما يوضع فوقه، حتى كل ما عداه من الحقوق والواجبات فهو من بعده في الموضع والمنزلة؟
الحب الصحيح ليس له فوق، ولا يشبهه من هذه الناحية إلا الإراة الصحيحة، فليس لها وراء ولا يمين ولا شمال، وما هي إلا أن تمضي أمام أمام. •••
إنك لا ترى في هذه الرسائل ما ينزع به الكلام ذلك المنزع الذي أشرنا إليه آنفا، ولا ما يتوسع به كتاب أوربا من الحشو الذي يوجه على علل مختلفة بين التاريخ والاجتماع وما إليهما، ولا ما يقحمونه في رسائلهم من كلام نازل كالكلام الذي يتراجعه العامة،
13
Shafi da ba'a sani ba