فقالت بامتعاض: عرفتها أحيانا من قبل أن أراك! - لا سعادة بلا كرامة!
فقالت وهي تضحك على رغمها: ولكننا لا نسعد بالكرامة وحدها.
فقال بصوت حزين: لم يعرف أحد من حينا السعادة الحقيقية.
اتجهت بخطوات ثقيلة نحو الفراش، وجلست على حافته في فتور. ورنا إليها بحنان وقال: إنك كجميع أهل حينا لا تفكرين إلا في الوقف الضائع!
فلاح في وجهها السخط وقالت: ربنا يقدرني على حل ألغازك. - ستحل نفسها بنفسها عندما تتخلصين من عفريتك.
فهتفت بحدة: إني راضية عن نفسي كما هي.
فقال رفاعة بأسى: هكذا يقول خنفس والآخرون!
ونفخت في ضيق وتساءلت: هل نتكلم على هذا النحو حتى الصباح؟ - نامي، أسعد الله أحلامك!
وتزحزحت إلى الوراء ثم استلقت على ظهرها، ورددت عينيها بين الفراغ جنبها وبين عينيه، فقال: خذي راحتك، سأنام أنا على الكنبة.
وانتابتها نوبة ضحك، لكنها لم تستسلم لها طويلا، وقالت ساخرة: أخاف أن تزورنا أمك غدا؛ لتحذرك من الإفراط!
Shafi da ba'a sani ba