Farkon Kaka
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Nau'ikan
قالت لها: «لقد هدأت السيدة العجوز كثيرا. ساعدني هيجينز واستطعنا أن نربطها في الفراش لكيلا تتمكن من إيذاء نفسها. من المدهش مقدار القوة الهائلة التي تملكها في هذا الجسد النحيل العليل.» وأوضحت أن السيدة بينتلاند العجوز ظلت تصرخ: «سابين! سابين!» منادية السيدة كاليندار وأنها أصرت على أنه مسموح لها بالذهاب إلى العلية.
وأردفت الآنسة إيجان قائلة: «إنه الهاجس القديم بأنها فقدت شيئا بالأعلى. ولكنه ليس سوى شيء تتخيله على الأرجح.» لاذت أوليفيا بالصمت لدقيقة. ثم قالت: «سأذهب وأبحث عنه. ربما يوجد شيء هناك، وإن استطعت أن أعثر عليه ، فمن شأنه أن يضع نهاية لهذه الهواجس.» •••
ووجدته بسهولة، في الحال تقريبا؛ إذ كان ضوء النهار عندئذ يتسلل من نوافذ العلية الشبيهة بالكهف. كان مدسوسا بعيدا أسفل واحدة من العوارض الخشبية الضخمة ... حزمة صغيرة من الخطابات المصفرة القديمة التي كانت قد ربطت معا بشريط بنفسجي قبل أن يمزقها أحد ما في عجالة ويدسها في هذا المكان ليخبئهم. كانت الحزمة قد فتحت بإهمال وفي عجالة؛ لأن الورق المهترئ كان مجعدا وممزقا من عند الحواف. وكان الحبر، الذي كان لونه بنفسجيا، قد تحول إلى درجة بنية موحلة.
وبينما كانت تقف وسط الألعاب المتناثرة التي تركها جاك وسيبيل آخر مرة كانا يلعبان فيها لعبة المنزل، رفعت أوليفيا الخطابات واحدا تلو الآخر في مقابل الضوء. كانت أحد عشر خطابا وكان كل منها موجها إلى السيدة جيه بينتلاند، منزل آل بينتلاند. أرسل ثمانية منها عبر مكتب بريد بوسطن وكانت الثلاثة الباقية لا تحمل طوابع من أي نوع، كما لو أنها أرسلت عبر مرسال أو وسط باقة زهور أو بين صفحات كتاب ما. كانت الكتابة بخط يد رجل، حروف كبيرة ومكتوبة على عجل وممتدة، وتظهر نزعة لطمس الحروف معا بتسرع ونفاد صبر.
حدثت نفسها على الفور: «جميعها موجه إلى السيدة جيه بينتلاند، وهو ما يعني أنها مكتوبة إلى السيدة جاريد بينتلاند. سيفرح آنسون؛ لأنها حتما الخطابات المتبادلة بين سافينا بينتلاند وابن عمها توبي كاين. كان آنسون بحاجة إليها ليستكمل تأليف الكتاب.»
ثم خطر ببالها أن ثمة شيئا غريبا بخصوص الخطابات؛ بخصوص كونها مخبأة وربما وجدتها السيدة العجوز بالطابق السفلي ثم خبئت مرة ثانية. ولا بد أن السيدة بينتلاند العجوز قد عثرت عليها قبل أربعين عاما مضت تقريبا، حين كانوا لا يزالون يسمحون لها بالتجول في المنزل. ربما كان هذا في أحد تلك الأيام المطيرة عندما صعد آنسون وسابين إلى العلية ليلعبا في هذا الركن تحديدا بنفس هذه الألعاب القديمة؛ الأيام التي رفضت فيها سابين أن تتظاهر بأن المياه الموحلة كانت نبيذ. والآن تذكرت السيدة العجوز الاكتشاف بعد مرور كل هذه السنوات بسبب عودة سابين ولأن وقع اسمها أثار سلسلة من الذكريات المنسية منذ وقت طويل.
جلست على جذع خشب عتيق مكسور رث الحال، وفتحت أول خطاب بحرص شديد حتى لا تمزق بقايا شمع البارافين الذي لا يزال متعلقا بالحواف، وفي الحال قرأت وقد انتابتها صدمة سريعة:
انتظرتك الليلة الماضية في المنزل الريفي حتى الساعة الحادية عشرة وحين لم تأتي عرفت أنه لم يسافر إلى مدينة سالم، في نهاية المطاف، وأنه لا يزال معك في منزل عائلة بينتلاند ...
حبيبتي،
توقفت عن القراءة. فهمت الأمر الآن ... توبي كاين الحقير كان أكثر من مجرد ابن عم لسافينا بينتلاند؛ لقد كان عشيقها ولهذا السبب كانت تخفي الرسائل أسفل العوارض الخشبية للعلية الشاسعة غير المكتملة البناء، ربما بنية التخلص منها يوما ما. ثم غرقت قبل أن يمهلها الوقت لفعل ذلك وظلت الخطابات مخبأة في مكانها حتى اكتشفتها زوجة جون بينتلاند ذات يوم بالصدفة، ولم تفعل بها شيئا سوى أنها أخفتها مرة أخرى، ونسيت في تلافيف عقلها المشوش المسكين ماهيتها أو أين خبأتها. كانت هذه هي الخطابات التي كان آنسون يبحث عنها.
Shafi da ba'a sani ba