54

Farkon Kaka

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Nau'ikan

فقالت: «لا، لا»، ولكنها لم تستطع التفكير في أي شيء آخر لتقوله. وشعرت فجأة بالخجل والحرج والغباء قليلا، كفتاة صغيرة ترقص رقصتها الأولى.

قال لها: «سأطلعك على نواياي»، ثم توقف فجأة عن الحديث. وقال: «لماذا يستحيل علينا أن نتحلى بالصدق في هذا العالم، في حين أنه ليس أمامنا وقت طويل لنعيشه؟ سيختلف عالمنا بالكامل لو تحلى الجميع بالصدق، أليس كذلك؟»

تردد، منتظرا إجابتها، فقالت دون وعي منها: «بلى، سيختلف كثيرا.»

عندما أجاب كانت في صوته مسحة باهتة من الحماس. فخفف منها أكثر وتحدث بسرعة أكبر. لم تستطع رؤيته في الظلام، ورغم ذلك كانت واعية جدا بهذا التغيير.

قال لها: «سأخبرك إذن. كنت أرى سيبيل كثيرا على أمل أن أرى أمها ولو قليلا.»

لم تجبه. كل ما فعلته أنها ظلت جالسة في مكانها، عاجزة عن الكلام، يسيطر عليها الارتباك، كما لو كانت فتاة صغيرة في مقابلة مع أول عشاقها. حتى إنها شعرت بالدوار قليلا لسماع صوته.

فاعتذر لها: «لقد أسأت إليك. أنا آسف. ولكنني لم أقل غير الحقيقة. ولا ضير في ذلك.»

وبجهد بطولي للتحدث بذكاء، نجحت في قول: «كلا، لست مستاءة.» (وتملكها شعور لطيف، وسخيف، بالعجز.) «لا، لست مستاءة. لا أدري ...»

كانت واثقة من شيء واحد فقط؛ هو أنها لم تختبر هذه الحالة الغريبة من الدوار، والنشوة من قبل. كانت حالة خبيثة وغامرة بطريقة لاذعة وحلوة. وظلت تفكر: «بدأت أفهم الآن كيف يمكن لفتاة أن تتعرض للإغواء، وكيف يمكن أن تعجز عن إدراك ما تفعله.»

قال لها: «أظنك تحسبينني مجترئا.»

Shafi da ba'a sani ba