52

Farkon Kaka

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Nau'ikan

فأجابته: «لا، ليس في ليلة كهذه.»

ساد بينهما صمت طويل جدا وغامض جدا ينذر بالخطر لدرجة أنها شعرت بالحاجة إلى قول شيء ما، بأدب وتكلف، كما لو كانا غريبين جالسين في غرفة الاستقبال بعد العشاء لا في الحديقة التي كانا قد زرعاها معا تحت أشجار التفاح العتيقة.

قالت: «لا أنفك أتساءل، كم سيستغرق الأمر حتى تزحف بيوت دورهام وتغطي هذه الأرض.»

فأجابها: «لن يحدث، ما دمت أملك أرضا بين دورهام والبحر.»

وابتسمت في الظلام لفكرة وجود سياسي أيرلندي يتبع طائفة الروم الكاثوليك حام لريف نيو إنجلاند القديم هذا، وقالت جهرا: «طباعك تزداد شيئا فشيئا شبها بالآخرين. تريد أن تجعل العالم يقف ساكنا.»

فقال: «أجل، بوسعي أن أرى أن الأمر يبدو لك بلا ريب مضحكا.» لم تكن ثمة مرارة تخالط صوته، وإنما نوع من التأذي في مشاعره، وهو ما أذهلها مجددا؛ لأنه كان من المستحيل أن تفكر في أن أوهارا شخص يمكن أن تتأذى مشاعره.

فقالت: «سيبقى منزل آل بينتلاند دائما كما هو، ولكن، بالطبع، سنموت جميعا يوما ما ثم ماذا بعد؟»

فقال: «سيكون أبناؤنا موجودين دائما.»

كانت تدرك تدريجيا أنها تنزلق عائدة إلى ذاك العالم من الهموم والمتاعب التي تركتها وراءها، العالم الذي كانت قد فرت منه قبل قليل. فقالت: «إنك تتطلع إلى مستقبل بعيد.»

قال: «ربما، ولكنني أنوي أن يكون لدي أبناء يوما ما. وفي منزل آل بينتلاند لديهم دائما سيبيل، التي ستقاتل بشراسة للحفاظ على المنزل. لن تتخلى عنه أبدا.»

Shafi da ba'a sani ba