Farkon Kaka
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Nau'ikan
الفصل العاشر
1
قبيل الصباح، ودون سابق إنذار، تحول الجو الحار الخانق الذي لا نسمة فيه إلى عاصفة هائلة ملأت السماء كلها بضوء يعمي الأبصار وأحاطت الريف بأكمله بهدير جامح ناجم عن هبوب الرياح والرعد، ليطلع بعدها الفجر كاشفا عن حقول مدمرة ومنكوبة وتتناثر فيها أغصان مكسورة، والحديقة المشرقة صارت متضررة ومقصوفة بفعل البرد.
على الإفطار بدا آنسون أنيقا حليق الذقن هادئ النفس، كما لو أنه لم يحدث أي صراع قبل بضع ساعات في غرفة الجلوس، كما لو أن الموقف لم يترك أي انطباع على السطح الخارجي الهادئ الذي يواجه به العالم. صبت أوليفيا قهوته في هدوء وسمحت له أن يقبلها كما يفعل كل يوم طيلة عشرين عاما - قبلة غريبة وباردة تطبع بذهن شارد - ووقفت عند مدخل المنزل تشاهده ينطلق مبتعدا بالسيارة إلى محطة القطار. لم يحدث أي تغيير؛ بدا لها أن الحياة في منزل عائلة بينتلاند صارت عاجزة عن أي تغيير.
وعندما استدارت مولية ظهرها للباب، استدعاها بيترز إلى الهاتف لتستقبل برقية من جان وسيبيل؛ مفادها أنهما تزوجا الساعة السابعة بمدينة هارتفورد.
فانطلقت على الفور تبحث عن جون بينتلاند وبعد بحث عثرت عليه في ساحة الإسطبل يتحدث إلى هيجينز. وقف الثنائي الغريب بجوار الفرس الحمراء، التي أخذت تراقبهما بعينين حمراوين خبيثتين صغيرتين؛ كانا يتبادلان الحديث بتلك الطريقة الحميمية الغريبة التي كانت معهودة منهما عند ذكر الخيول، وبينما كانت تقترب منهما، فوجئت، كما يحدث لها دوما، بالجمال المتوهج للفرس، وبالأنفة البادية من رأسها المنحني، واهتزاز فتحتي أنفها البديعتين وهي تتنفس، والشراسة في عينيها. كانت فرسا غريبة وجميلة وخبيثة بعض الشيء. سمعت أوليفيا هيجينز يقول إنه لا جدوى من محاولة استيلادها ... فهذا لن يجدي نفعا مع فرس كهذه ترفس وتزعق وتعض لمجرد رؤية حصان آخر ...
كان هيجينز أول من رآها، ورفع قبعته، وحياها، وعندما التفت الرجل المسن إليها، قالت: «لدي أخبار لك، يا سيد بينتلاند.»
بدت في عينيه نظرة فطنة غريبة وسألها: «هل هي بخصوص سيبيل؟» «أجل ... قضي الأمر.»
لاحظت الحيرة على وجه هيجينز، وتحركت بداخلها رغبة لإخباره. بالتأكيد يجب أن يكون هيجينز من بين أوائل المطلعين على الخبر. فأضافت قائلة: «الأمر بخصوص الآنسة سيبيل. لقد تزوجت السيد الشاب دي سيون هذا الصباح في مدينة هارتفورد.»
كان للخبر وقع السحر على السائس الضئيل البنية؛ إذ تهلل وجهه القبيح المتغضن بابتسامة واسعة ولطم فخذه في حماس. وقال: «هذا عظيم يا سيدتي ... أريدك أن تعرفي أنني كنت مؤيدا للأمر منذ البداية. لقد أحسنت فعلا ... وهو أيضا.»
Shafi da ba'a sani ba