Farkon Kaka
أوائل الخريف: قصة سيدة راقية
Nau'ikan
قالت أوليفيا بنبرة هادئة: «لا أعرف. إنهما على هذا الوضع منذ جئت إلى منزل عائلة بينتلاند.» (أثناء حديثها اجتاحها شعور فظيع بالحزن، وبعبثية ساحقة. كان هذا الشعور قد أخذ يكتنفها في الآونة الأخيرة على نحو متزايد، لدرجة أنه أحيانا أقلقها وجعلها تخشى من أن يصيبها السقم.)
عاودت سابين الحديث بنبرتها المألوفة المنمقة الرنانة. فقالت: «أتساءل ما إذا كان هناك أي شيء ...»
قاطعت أوليفيا حديثها، متكهنة ببقية سؤالها، وأجابت بسرعة قائلة: «كلا ... أنا واثقة من أنه ليس هناك أي شيء مطلقا أكثر مما رأيناه ... أنا أعرفه جيدا بما يكفي لأكون واثقة من ذلك.»
ظلت سابين مستغرقة في التفكير لفترة طويلة، وفي النهاية قالت: «أجل ... أظن أنك محقة. لا يمكن أن يكون هناك أي شيء. إنه آخر البيوريتانيين المتشددين ... الآخرون لا يعول عليهم. إنهم يتظاهرون باستمرار، ولكنهم لم يعودوا يؤمنون. لم تعد لديهم أي همة. ليسوا سوى منافقين وأطياف ... إنه آخر السلالة العظيمة.»
التقطت عباءتها الفضية وأسدلتها فوق كتفيها الرقيقتين البيضاوين، وقالت فجأة: «أوشك الصبح أن ينبلج. يجب أن أحصل على قسط من النوم. سيحين الوقت الذي سيتعين علي فيه أن أفكر في تلك الأمور. لم نعد صغارا كما كنا، يا أوليفيا.»
وفي الشرفة التي يضيئها نور القمر، التفتت وتساءلت: «أين كان أوهارا؟ لم أره.» «كلا ... لقد دعي. أظن أنه لم يأت بسبب آنسون والعمة كاسي.»
كان الجواب الوحيد من سابين تنهيدة ساخرة. ثم استدارت مبتعدة وركبت سيارتها. انتهى الحفل الآن وغادر آخر الضيوف، ولم يفتها شيء - لا العمة كاسي ولا العجوز جون بينتلاند ولا غياب أوهارا ولا حتى مراقبة هيجينز لهم جميعا في ضوء القمر في ظلال شجيرات الليلك.
كانت برودة الليل قد ازدادت مع اقتراب الصبح، وارتعشت أوليفيا قليلا أثناء وقوفها في المدخل وهي تراقب سابين تستقل سيارتها وتقودها مبتعدة. وبعيدا عبر المروج، رأت أضواء سيارة جون بينتلاند تنطلق على الطريق في طريقها إلى منزل السيدة سومز العجوز؛ وراقبتهما وهما يتواريان عن الأنظار وراء أيكة أشجار البتولا ويعاودان الظهور بعد الطريق الرئيسي، وبينما كانت تستدير جال في خاطرها أن الحياة في منزل عائلة بينتلاند قد شهدت تغييرا طفيفا منذ عودة سابين.
الفصل الثاني
كان من عادة أوليفيا (وبطريقة ما كان كل تصرف بسيط في منزل عائلة بينتلاند يتحول حتما إلى عادة) أن تتجول في أرجاء المنزل كل ليلة قبل صعود الدرج المكسو بالألواح الخشبية، للتأكد من أن كل شيء على ما يرام، وتلقائيا مضت في جولتها الصغيرة كالمعتاد بعدما غادرت سابين، وأخذت تتوقف هنا وهناك تتحدث إلى الخدم وتأمرهم بالذهاب للفراش وتنظيف المكان في الصباح. وفي طريقها وجدت أن باب غرفة الجلوس، الذي كان مفتوحا طيلة الأمسية، مغلق الآن لسبب ما.
Shafi da ba'a sani ba