119

Farkon Kaka

أوائل الخريف: قصة سيدة راقية

Nau'ikan

قال على الفور: «أعرف يا سيدة بينتلاند. الأمر يخص سيبيل.»

كان يتردد في صوته قدر قليل من المرح وهو ما أثر فيها وجعلها ترق له كما هو الحال دوما. وأذهلها أنه كان لا يزال حديث السن بما يكفي ليكون واثقا من أن كل شيء في الحياة من شأنه أن يسير بالضبط كما تمناه ...

قالت: «أجل، إنه كذلك.» جلسا على كرسيين من كراسي هوراس بينتلاند وتابعت حديثها. قالت: «أنا لا أومن بالتدخل فيما لا يعنيني يا جان، ولكن الآن توجد ظروف خاصة ... أسباب.» قامت بإيماءة صغيرة. وأردفت قائلة: «ظننت أنه إن كنت حقا ... حقا ...»

قاطعها بسرعة قائلا: «أنا بالفعل أريد ذلك يا سيدة بينتلاند. لقد تباحثنا الأمر، أنا وسيبيل ... واتفقنا. كلانا يحب الآخر. وسنتزوج.»

راقبت الوجه اليافع المتحمس، وقالت في نفسها: «يا له من وجه لطيف لا أثر فيه لشيء وضيع أو بغيض. الشفتان ليستا رفيعتين ومتصلبتين مثل شفتي آنسون، والبشرة ليست شاحبة وباهتة كحال بشرة آنسون دوما. إنه وجه مفعم بالحيوية والقوة والسحر. إنه وجه رجل من شأنه أن يكون مناسبا لامرأة ... رجل لا يفتقر إلى العاطفة على الإطلاق.»

سألته: «هل تحبها ... حقا؟» «أنا ... أنا ... هذا سؤال أعجز عن الإجابة عنه لأنه لا توجد كلمات لوصف حبي لها.» «لأن ... في الواقع ... يا جان، ليست حالة عادية لأم وابنتها. الأمر أعمق من ذلك بكثير. الأمر عندي أهم من سعادتي الشخصية، من حياتي ذاتها ... لأن، في الواقع، لأن سيبيل مثل جزء من نفسي. أريدها أن تكون سعيدة. إنها ليست مجرد حالة بسيطة لشابين مقدمين على الزواج. الأمر أكبر من ذلك بكثير.» ساد الصمت لبرهة، ثم سألته: «إلى أي مدى تحبها؟»

تحرك حتى صار جالسا على حافة الكرسي، وكله حماس. وشرع في الرد ولكن بقليل من التلعثم قائلا: «يا إلهي ... لا يمكنني التفكير في العيش بدونها. الأمر مختلف عن أي شيء تخيلته يوما ما. رباه ... لقد خططنا لكل شيء ... لحياتنا كلها. لو فقدتها، لن يهم ما سيحدث لي بعدها.» ابتسم ابتسامة واسعة وأضاف قائلا: «ولكن ... لقد قال الناس كل ذلك من قبل. لا توجد كلمات يمكن أن تفسر ... يمكن أن تجعل الأمر يبدو مختلفا عن أي شيء آخر كما يبدو لي.» «ولكنك ستأخذها بعيدا عن هنا، أليس كذلك؟» «بلى ... تريد أن تذهب حيثما أذهب.» (قالت أوليفيا في نفسها: «إنهما صغيران في السن. لم يفكرا مطلقا في أي شخص آخر ... لا في أنا ولا في جد سيبيل.»)

ثم قالت جهرا: «أتفق معك يا جان ... أريدك أن تأخذها بعيدا عن هنا ... بصرف النظر عما يحدث، يجب أن تأخذها بعيدا.» (وأردفت قائلة في نفسها: «وحينئذ لن يكون لدي حتى سيبيل.») «سنذهب إلى مزرعتي في الأرجنتين.» «أتفق معك ... أظن أن سيبيل سيعجبها ذلك.» تنهدت، رغما عنها، وهي تشعر بحسد مبهم لكليهما. «ولكنك شاب غر. كيف يمكنك أن تعرف على وجه اليقين؟»

للحظة عابرة امتقع وجهه وقال: «أنا في الخامسة والعشرين من عمري، يا سيدة بينتلاند ... ولكن ليس هذا الشيء الوحيد وحسب ... ما أريد أن أوضحه لك أنني نشأت بين الفرنسيين ... كرجل فرنسي. وهذا هو مكمن الاختلاف.» تردد، وتجهم وجهه للحظة. ثم أردف قائلا: «ربما لا ينبغي أن أفصح ... ربما لن تفهمي. أعرف كيف تسير الأمور في هذا الجزء من العالم ... ما أريد أن أقوله، لقد نشأت على أن أعتبر الوقوع في الحب شيئا طبيعيا ... شيئا مبهجا وطبيعيا وممتعا. لقد أحببت من قبل، حبا عارضا ... بطريقة الشباب الفرنسي ... ولكن بجدية، أيضا؛ لأن الرجل الفرنسي لا يسعه إلا أن يحيط أمرا كهذا بالمشاعر والرومانسية. لا يسعه إلا ذلك. لو كان الأمر مجرد ... مجرد شيء مخجل وبغيض، فلن يستطيع تحمله. إنهم لا يدخلون في علاقات غرامية بدون مشاعر ... بالطريقة التي سمعت الرجال يتحدثون بها عن تلك الأمور منذ جئت إلى هنا. هذا مكمن الاختلاف، يا سيدة بينتلاند، إذا ما رأيت الأمر على ضوء الطريقة التي ينظرون بها إليه. الأمر مختلف هنا ... أرى الاختلاف أوضح يوما بعد يوم.»

كان يتحدث بكل جدية وشغف، وعندما توقف عن الحديث للحظة، ظلت صامتة، عازفة عن مقاطعته إلى أن ينتهي من حديثه. «ما أحاول قوله صعب ومعقد يا سيدة بينتلاند. ولكن الأمر بكل بساطة هو ... أنني في الخامسة والعشرين من عمري، ولكنني اكتسبت خبرة في الحياة. لا تضحكي! لا تظني أنني مجرد شاب جامعي أحاول جعلك تظنين أنني فاسق. كل ما في الأمر أن ما أقوله حقيقي . لدي معرفة بمثل هذه الأمور ... وأنا سعيد لأن هذا يجعلني أكثر يقينا في أن سيبيل هي المرأة الوحيدة في العالم التي تصلح لي ... التي من أجلها سأضحي بكل شيء. وسأعرف جيدا كيف أسعدها، وسأكون لطيفا معها ... وسأفهمها. ولقد تعلمت الآن، وهو أمر يحتاج إلى التعلم ... أهم شيء في الحياة كلها. الفرنسيون محقون بشأنه. إنهم يجعلون من الحب شيئا جميلا ورائعا.» أشاح ببصره وقد بدا حزن مفاجئ على ملامحه. وأردف قائلا: «ربما لم يكن ينبغي أن أفصح لك عن كل هذا ... ولكنني أخبرت سيبيل. وهي تفهم.»

Shafi da ba'a sani ba