في نظرة سريعة يدرك القارئ أن أبا شادي ساخط غير راض عن البيئة، اقرأ له مثلا قصيدة «منازل النيل»، وهي عزيزة عليه للظرف الذي قيلت فيه، كتبها بسرعة وهو منفعل متأثر بما يلقى أبناء النيل من النكران والغبن، أخبرني أنه نظمها في القطار وهو تحت تأثير الغضب من أجنبي ذكره بما نلقاه في مصر من الحيف والضيم، وتحت تأثير حسن سيدة فتانة بجواره، فكان الغضب والحسن يمليان القصيدة روحا وصياغة في وقت معا!
ومنها هذا الشعر الجميل:
منازل النيل كم في الناس ذي ظمأ
يكفيه ري فيمسي غير ظمآن
وكم شكاة على طرس وفي صحف
تتلى وتنسى كما ينسى الجديدان
وكم حوادث يمضي الخائضون بها
كأنها لم تقم يوما بأذهان
أما أنا فحياتي كلها ظمأ
وإن نسيت فما أحيا لنسيان
Shafi da ba'a sani ba