وأجيبها لو ناولتني كأسها
لا خمر غير سلافة من فيك
فضحكت في جمال وقالت: «لعلك من العشاق المتيمين.» قلت لها: «إنني متيم بنبوغك.» قالت: «فاحتج على ذلك!» قلت: «أنت التي أثرت شعوري، وأفشيت سري.» فابتسمت في لطف وأدب، وبعد انتهاء المجلس انصرفت، ثم كان صباح اليوم التالي، فبعثت إليها بهذين البيتين:
أفشى لها الشعر ما في القلب من كمد
قالت «فاحتج» قلت الله في كبدي
الله يا «مي» في نفس معذبة
تشكو إليك، ولا تشكو إلى أحد
مي لم تنظم شعرا
كانت «مي» تطرب للشعر دائما وتحبه، وتحفظ القليل منها، ولكنها تقرأ منه الكثير، وكان أسلوبها شعريا وإن لم يكن منظوما، وكانت تتمنى لو استطاعت أن تنظم الأبيات أو القصيد، ولكن ملكة الكتابة عندها طغت على ملكة النظم، فلم تنظم شعرا، بل لم تنظم بيتا كاملا. وقد حدثتني في معرض الحديث عن ذلك فقالت إنها لم تنظم في حياتها إلا شطرا واحدا حين اقترح عليها والدها أن تخمس البيت الأول من هذين البيتين:
أرى آثارهم فأذوب شوقا
Shafi da ba'a sani ba